أكد رضوان جاخا، الباحث في الدراسات السياسية، أن مشاركة المغرب في القمة الكورية الإفريقية الأولى، تحت شعار “المستقبل الذي نبنيه معا: نمو مشترك، استدامة وتضامن”، تتسم بملامح مشجعة للغاية، مبرزا أن قوى العالم أصبحت تبحث عن شراكات مع أقطاب القارة الإفريقية، نظرا لثرواتها الطبيعية وفضاءها الخصب للإستثمار.
المغرب وكوريا
وأوضح رضوان جاخا، في تصريحه لـ“آش نيوز”، أن علاقات تاريخية تجمع بين المغرب وكوريا، بدأت بشكل غير مباشر خلال الخمسينات من القرن الماضي عبر مشاركة الجنود المغاربة في الحرب الكورية، أما رسميا فقد انطلقت في يوليوز من سنة 1962 باعتبار المغرب أول دولة إفريقية تفتتح قنصلية بكوريا الجنوبية، كما أن دينامية الشراكة، يضيف الباحث، “بدأت تتبلور شيئا فشيئا بين الدولتين، وهذا ما أكده الممثل الخاص للحكومة الكورية المكلف بإفريقيا هونغ جين ووك، حينما قال إن المملكة المغربية حاضنة إستراتيجية تربط بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط”.
وأضاف الباحث ذاته، أن أهمية المغرب قاريا، تتضح جليا من خلال ملتمسات عديدة لكوريا الجنوبية الملحة لإبرام اتفاقية شراكة تبادل حر مع المغرب، وكان آخر هذه الملتمسات المقدمة من طرف وزير التجارة الكوري الذي التمس ذلك من الأمين العام لمنظمة التجارة الحرة الإفريقية لدعم مساعي القوة الآسيوية الصاعدة.
العلاقات الاقتصادية
وبخصوص أهمية الشراكات الاقتصادية بين المغرب وكوريا، قال رضوان جاخا، “مما لاشك فيه أن أية شراكات سواء كانت سياسية أو حتى إستراتيجية، فلا بد لها من ثمار اقتصادية، فدولة كوريا الجنوبية لها أرباح تطمح لتحقيقها من علاقتها مع القارة الإفريقية والمغرب، من خلال استيرادها للمواد الطبيعية التي تزخر بها القارة السمراء كالنحاس والمعادن والغاز والنفط، كما أن السوق الإفريقية تشكل فضاء خصبا ومربحا للاستثمارات في شتى المجالات، خصوصا القطاعات الحديثة مثل الطاقات المتجددة والفلاحة وصناعة السيارات والآلات الكهربائية”.
وأشار الباحث، إلى أن المبادرة الملكية الأطلسية، كانت محط اهتمام وإعجاب القمة الكورية من قبل، وهذا من شأنه أن يكون محط اهتمام كبريات شركات أقطاب شرق آسيا على غرار الصين واليابان، لذلك جعلتها كوريا الجنوبية من بين نقاط القمة، خصوصا لما للمبادرة الملكية من أهمية باعتبارها ترمي إلى هيكلة فضاء جيواستراتيجي سيضخ استثمارات كبيرة بالنسبة للدول الإفريقية غير المطلة على المحيط الأطلسي، مايعني حتمية تزويدها بشبكات السكك الحديدية والطرق السريعة.