أصدر الديوان الملكي بلاغا، قال فيه إن أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رئيس المجلس العلمي الأعلى، تفضل اليوم الجمعة 28 يونيو 2024، بإصدار توجيهاته السامية للمجلس المذكور، “قصد دراسة المسائل الواردة في بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة، ورفع فتوى بشأنها للنظر السامي لجلالته”.
وأضاف البلاغ، أن هذه الإحالة، “تأتي بعد انتهاء الهيئة المكلفة بمراجعة المدونة من مهامها داخل الأجل المحدد لها، ورفع مقترحاتها إلى النظر المولوي السامي، الذي اقتضى، بالنظر لتعلق بعض المقترحات بنصوص دينية، إحالة الأمر إلى المجلس العلمي الأعلى، الذي جعل منه الفصل 41 من الدستور، الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى التي تعتمد رسميا”.
الرسالة الملكية
ودعا الملك، المجلس العلمي الأعلى، “وهو يفتي فيما هو معروض عليه من مقترحات، استحضار مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى رئيس الحكومة، الداعية إلى اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء، في ظل الضابط الذي طالما عبر عنه جلالته، من عدم السماح بتحليل حرام ولا بتحريم حلال”.
المضامين والرسائل
ويأتي هذا البلاغ، باعتبار الملك أميرا للمؤمنين، ورئيسا للمجلس العلمي الأعلى، وتنطلق من اختصاصات إمارة المؤمنين، وحرص جلالته على توسيع المسار التشاوري بخصوص مراجعة أحكام مدونة الأسرة.
ويأتي تكليف المجلس العلمي الأعلى بهذه المهمة، إلى إشراك العلماء، من خلال إطارهم المؤسساتي، في التفكير الجماعي التشاركي لمراجعة مدونة الأسرة، في ما يتعلق باختصاصهم، إذ تدخل هذه الإحالة من صميم الصلاحيات الدينية لصاحب الجلالة، باعتباره أميرا للمؤمنين، وهي موجهة حصريا للمؤسسة التي أوكلها الدستور صلاحية إصدار الفتوى.
ضوابط محددة
وأطر بلاغ الديوان الملكي هذه الإحالة بضوابط محددة، عبر تذكير المجلس العلمي الأعلى بالسند المعتمد في الفتوى، وهو مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف ومقاصده السمحة، وكذلك بمنطوق الرسالة الملكية الموجهة إلى رئيس الحكومة، والتي شدد فيها الملك على “اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء“.
وتبرز هذه الإحالة الملكية أهمية فتح باب الاجتهاد في القضايا المستجدة المرتبطة بأحوال الأسرة المغربية، وفق مقاصد الشريعة الغراء، وفضائل الاعتدال والاجتهاد، عن طريق الفهم المتجدد لضوابطها ومقاصدها، بشكل يقدم حلولا راهنة لإشكالات معاصرة، تراعي الواقع والتوقع، وتبحث في أسبابه ونوازله.
التعليقات 0