Site icon H-NEWS آش نيوز

محمد الغاوي… الدبلوماسي الشيك

غنى محمد الغاوي، الذي رحل عن الدنيا أول أمس (السبت) بعد أسابيع من الغيبوبة بسبب نزيف في الدماغ، العديد من القطع الغنائية التي أغنت خزانة الفن والموسيقى بالمغرب، لكن اسمه ارتبط دائما بتحفة فنية وحيدة اسمها “الغربة والعشق الكادي”، خالدته التي كتب كلماتها الراحل الكبير علي الحداني ولحنها محمد بلخياط، التي كانت موجهة لعبد الهادي بلخياط، قبل أن يصبح اسم الغاوي بفضلها أشهر من نار على علم، وتصبح في الوقت نفسه لعنته التي جعلت جميع أعماله الأخرى لا تصل إلى قلب الجمهور المغربي بالزخم نفسه.

الغاوي، الذي رحل في المستشفى العسكري بالرباط عن سن 67 سنة، بعد أن فشلت جميع التدخلات الطبية في إنقاذ حياته، كان صوتا ينضح ب”تامغرابيت”، وشكل حين ظهوره في الساحة الفنية قادما من مجال التعليم، موجة جديدة ومختلفة من المغنين الذين سيطورون الأغنية المغربية ويمنحونها لمستها المختلفة والمعاصرة، هو القادم من مدينة سلا، حيث رأى النور قبل أن يلتحق بفرقة “الجيل الصاعد”، ثم يكتشف الراحل عبد النبي الجيراري موهبته في برنامج “مواهب” الذي كان يشرف عليه، لتكون انطلاقته الفعلية في نهاية السبعينات من خلال برنامج المسابقات “أضواء المدينة” للمنتج الراحل حميد العلوي، حين تمكن من الحصول على جائزة أفضل صوت رجالي بعد أدائه لأغنية “مضناك جفاه” لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

كان “السي” محمد حريصا دائما على الظهور في كامل أناقته حرصه على الحديث بأدب و”شياكة”. لا “يخرج” عن جادة “الصواب”، حتى ولو كنت خاطئا في حقه، دبلوماسي يتفادى الاصطدامات والصراعات، متفائل ينثر الطاقة الإيجابية من حوله. لا يعرف الحقد مكانا إلى قلبه، وقد يواجهك بابتسامة إذا قابلته، حتى ولو كنت قد أخطأت في حقه، يقول عنه أحد الأصدقاء المقربين، في اتصال مع “آش نيوز”.

عرف الغاوي بعلاقاته المتميزة مع زملاءه من الفنانين. فقد كان خدوما حريصا على حضور جميع مناسباتهم الاجتماعية، فرحا كانت أم ترحا، مثلما كان مستعدا لتقديم جميع أنواع المساعدة لمن كان منهم مريضا أو معوزا أو في حاجة. وكان يكن تقديرا خاصا للفنانين الرواد، وكلما التقى أحدهم قبّل على رأسه وحياه تحية إجلال وإكبار.

كان الجانب التربوي، كونه كان معلما، طاغيا على أخلاق السي محمد الغاوي وسلوكه مع محيطه. كان متشبعا بثقافة الاعتراف أيضا، وظل، إلى آخر سنين عمره، يذكر فضل الناس عليه، الذين ساعدوه في حياته ومساره الفني الطويل.

رحمة الله على السي محمد الغاوي، الفنان الأصيل، وأحر التعازي إلى عائلته الفنية وأسرته الصغيرة والكبيرة.

 

Exit mobile version