طالب موسيقيون، الجهات الوصية على الثقافة والفنون والتراث بالمغرب، بفتح تحقيق في قضية بيع حقوق الموسيقى الأندلسية أو ما يعرف بموسيقى “الآلة”، إلى إسباني يدعى إدواردو بانياغوا، فنان وباحث موسيقي، يبيع ويشتري فيها في منصات الأغاني ومواقع البيع على الأنترنت مثل “أمازون”، ويسجلها باسمه على “يوتوب”، الذي يعتبرها ملكا له ويمنع استغلالها حتى على المغاربة الذين لم يعد بإمكانهم تحميل فيديوهات فنانينهم مثل أحمد الوكيلي أو عبد الكريم الرايس أو عبد الصادق شقارة على قنواتهم مخافة أن “تضرب” بدعوى حقوق الملكية.
حقوق الاستغلال
وناشد الموسيقيون أنفسهم، وزارة الثقافة والمكتب المغربي لحقوق التأليف والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، للبحث في الطريقة التي اشترى بها إدواردو بانياغوا حقوق استغلال الموسيقى الأندلسية ومن باعه هذه الحقوق، وهل هو من سجل أسطوانات الفنانين المغاربة الذين يؤدون الموسيقى الأندلسية حتى يصبح وصيا على إرث المغاربة ويستفيد منه ماديا؟ وكيف أصبحت “يا شمس العشية” و”التواشي السبعة” وعشرات “الصنائع” و”التواشي” والتقاسيم والمواويل مسجلة باسمه رغم أنها مسجلة صوتيا في أقراص سنوات طويلة قبل ولادته بل وموجودة منذ قرون خلت؟
موروث تاريخي
واعتبر الموسيقيون، في اتصال مع “آش نيوز“، أن الأمر أصبح في غاية الخطورة، لأنه سطو على موروث تاريخي، إلى جانب أنه يهدد كل العازفين لهذه الموسيقى، والذين يجدون أنفسهم دائما موضوع شكاية ضدهم وملزمون بدفع غرامات لإدواردو بانياغوا، على اعتبار أنه صاحب الحقوق، في الوقت الذي لا يستفيد ذوو الحقوق الأصليون والحقيقيون شيئا من أرباح ومبيعات تسجيلات الموسيقى الأندلسية التي يستغلها الباحث الإسباني.
الإذاعة والتلفزة
وسبق لفنانين ورؤساء أجواق أندلسية، أن راسلوا الجهات المعنية حول الموضوع، من بينهم حاتم الوكيلي، باحث ورئيس جوق وابن الفنان مولاي أحمد الوكيلي، الذي وجه قبل سنوات رسالة إلى فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، التي تحتوي خزانتها على عدد كبير من موسيقى الطرب الأندلسي، والتي تعتبر بحكم القانون ملكا خاصا للشركة يمنع التصرف فيه أو استغلاله بدون إذن منها، وطالبه فيها (الرسالة) باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التصرف في قطع الصنائع الملحنة منذ قرون قبل أن تصبح اليوم ملكية خاصة لشخص يدعى إدواردو بانياغوا.
الجارة الجزائر
واتهم الموسيقيون، في الاتصال نفسه، الفنان والباحث الإسباني، الذي يحاضر في المغرب حول الموسيقى الأندلسية، بسرقة الموروث المغربي وبيع “سيديهات” من توقيع عازفين وموسيقيين وفنانين مغاربة، مقابل 50 دولارا في منصات عالمية، مدعيا أنه إرث إسباني وليس مغربيا، معبرين عن تخوفهم من أن يبيعه للجارة الجزائر، التي تعشق السطو على التراث المغربي، ليصبح غدا في ملكيتها.
التعليقات 0