رغم صعوبة الحصول على “الفيزا”، إلا أن أعدادا كبيرة من المغاربة، سواء الذين يقيمون بالمملكة أو من أبناء الجالية، توافدوا خلال الموسم الصيفي الحالي، على إسبانيا، التي أصبحت في السنوات الأخيرة، وجهتهم المفضلة من أجل العطلة، وهو ما أكدته العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية ومسؤولون إسبان، في تصريحات صحافية، ومن بينهم عمدة مدينة ماربيا الساحلية.
وتتعدد الأسباب التي تجعل المغاربة يفضلون قضاء عطلتهم في إسبانيا، بدل “لبلاد”، بين جودة الخدمات والأسعار المناسبة والانفتاح والحرية والرغبة في الابتعاد عن “كحل الراس” مثلما جاء في العديد من الشهادات التي استقاها “آش نيوز“.
المغرب “غالي”
أحمد، مغربي مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، تعود أن يقضي عطلة الصيف رفقة أبناءه في إحدى مدن الشمال، لكنه هذه المرة، لم يمض سوى ثلاثة أيام أدى فيها واجب صلة الرحم مع العائلة، قبل أن يتوجه مع أسرته الصغيرة، المكونة من زوجة وابنتين، إلى منطقة “كوسطا ديل سول” بإسبانيا، حيث سيقضي باقي أيام عطلته. يقول، في اتصال بالموقع، إنه يفضل إسبانيا بسبب أسعارها المناسبة وجودة خدماتها مقارنة بالمغرب، الذي اعتبره “غاليا” وخدمات فنادقه رديئة، إضافة إلى “الناس” الذين تغيرت أخلاقهم وأصبحوا منعدمي التربية.
مساحة حرية
من جهتها، تفضل سناء قضاء الموسم الصيفي في ماربيا الإسبانية، وذلك منذ سنوات طويلة، حيث تسافر غالبا في سيارتها. تقول في شهادتها: “أفضل إسبانيا على المغرب، ليس فقط لنظافة شواطئها وحسن خدماتها وأسعارها المناسبة، بل لمساحة الحرية والانفتاح التي تعرفها. هناك يمكنني أن أرتدي ما أحب وأشتهي دون أن أتعرض للتحرش أو التهجم. الأمن والأمان مهم أيضا. أخرج في أي ساعة من الليل وأتمشى في وقت متأخر دون أي مشاكل تذكر. في المغرب، من الصعب القيام بذلك”.
وبفعل الإقبال الكبير على إسبانيا، خاصة ماربيا، أصبح بعض المغاربة يتفادون السفر إليها في شهر غشت مثلا، مفضلين شتنبر أو شهر يونيو. من بينهم معاد، رجل الأعمال الذي أوضح، في اتصال بالموقع، أن المدينة الإسبانية تصبح مثل مدينة مغربية في غشت. فأينما وليت وجهك تجد مغربيا. وقد لا تلتقي شخصا في مدينتك لسنوات، لتصادفه في هذه الفترة بالذات في ماربيا يتمشى في الكورنيش أو مستلقيا إلى جانبك على البحر، يقول ساخرا.
عطلة “رخيصة”
نادية، إطار بنكي، تسافر إلى إسبانيا كل سنة مع “شلة” من أصدقائها. تقول “كا تقام علينا القضية رخيصة. نكتري فيلا تطل على البحر ب100 أورو لليوم، ونتسوق في الأسواق الممتازة المجاورة التي تقدم أثمنة مناسبة جدا وبتخفيضات أيضا. وحتى المطاعم وفضاءات السهر تقترح أسعارا معقولة مقابل خدمة جيدة جدا. عكس ما يقع في مدننا المغربية. كل ذلك نقتسمه فيما بيننا ونخصص صندوقا نصرف منه الميزانية المقسمة بالتساوي بيننا. في آخر المطاف، كا تطلع علينا العطلة ارخص من المغرب وواعرة عليه بزاف”.