سلطت دراسة حديثة بعنوان “الاحتجاج والذاكرة السياسية” الضوء على واقع السياسة في المغرب، مشيرة إلى أن استمرار حضور الزبائنية في المشهد الانتخابي المغربي يقوض مفهوم التمثيلية السياسية، ويجعل من الانتخابات مجرد لحظة لاستدامة منطق التبعية والولاءات الشخصية.
الزبائنية الانتخابية
وأوضحت الدراسة، التي نشرها مركز “الجزيرة” للدراسات، أن الزبائنية الانتخابية في المغرب ليست مجرد ظاهرة عرضية، بل هي نتاج لبنية قانونية واجتماعية تعزز دور الولاءات الشخصية على حساب التنافس الديمقراطي الحقيقي. هذه البنية تكرس منطق التبعية وتعزز من النفوذ الشخصي للمرشحين على حساب المؤسسات الديمقراطية.
علاقات غير متكافئة
وتناولت الدراسة مفهوم الزبائنية كنوع من تبادل المصالح بين طرفين غير متكافئين، حيث يستخدم المرشح نفوذه وموارده الخاصة لتوفير الحماية والمنفعة للزبون، الذي يرد بدوره بالدعم السياسي والتصويت لصالح المرشح. هذه العلاقة غير المتكافئة تعزز استمرارية الولاء للمرشح وتضعف احتمالات الاختيار الحر والنزيه للناخبين، مما يؤدي إلى تكريس ثقافة التبعية.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه العلاقة تعتمد على وجود وسيط يتمتع بمعرفة جيدة بالدائرة الانتخابية، مما يعزز من قدرة المرشح على جمع الولاءات وضمان حصوله على دعم الزبائن. هذا النمط من العلاقات يعمق هيمنة المصالح الشخصية على حساب التوجهات والبرامج السياسية، ويضعف من قدرة النظام السياسي على تحقيق تمثيلية حقيقية للمواطنين.