يحتفل المغاربة اليوم (الثلاثاء) 20 غشت 2024، بذكرى ثورة الملك والشعب، التي تجسد روح التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي ضد الاستعمار الفرنسي، والتي لم تكن مجرد حدث عابر في تاريخ المغرب، بل كانت محطة فاصلة في مسار الكفاح من أجل الاستقلال، وترسيخ الهوية الوطنية المغربية.
قوة العلاقة
تعود بنا ذكرى ثورة الملك والشعب إلى عام 1953، حينما قام المستعمر الفرنسي بنفي السلطان محمد الخامس، الذي كان رمزا للوحدة الوطنية والمقاومة الشعبية. لكن هذا الفعل الاستعماري قوبل برفض واسع من قبل الشعب المغربي، الذي أعلن عن تضامنه الكامل مع الملك الشرعي، في مشهد تاريخي يؤكد على قوة العلاقة بين العرش والشعب.
في ظل حكم الملك محمد السادس، يحتفظ عيد ثورة الملك والشعب بأهمية خاصة، حيث يشكل فرصة لتجديد الوفاء والولاء بين المغاربة وملكهم. فمنذ اعتلائه العرش عام 1999، سار الملك محمد السادس على نهج جده محمد الخامس، مستلهما قيم التضحية والوطنية، ومساهما في بناء مغرب حديث ومزدهر.
العدالة الاجتماعية
لقد شهدت فترة حكم الملك محمد السادس العديد من الإنجازات التنموية والاقتصادية التي عززت من مكانة المغرب على الساحة الدولية. وبفضل رؤيته الاستراتيجية ومبادراته الجريئة، أصبح المغرب نموذجا في العديد من المجالات، بدءا من الإصلاحات الدستورية والسياسية، وصولا إلى المشاريع الكبرى في البنية التحتية والطاقة المتجددة.
كما يظل الملك محمد السادس وفيا لمبادئ ثورة الملك والشعب من خلال اهتمامه الكبير بقضايا العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة. فالبرامج الاجتماعية التي أطلقها، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعكس اهتمامه العميق بتحسين ظروف العيش للمواطنين، وخاصة الفئات الهشة.
تاريخ مشرف
وعلى المستوى الدولي، ظل الملك محمد السادس مدافعا قويا عن القضايا العربية والإفريقية، معززا من دور المغرب كجسر بين الشمال والجنوب، ومؤكدا على أهمية الحوار والتعاون بين الدول لتحقيق السلام والاستقرار.
إن الاحتفال بعيد ثورة الملك والشعب في ظل حكم الملك محمد السادس ليس فقط مناسبة لاستذكار تاريخ مشرف، بل هو أيضا فرصة لتأكيد الالتزام بمواصلة المسيرة نحو مستقبل أفضل، تحت قيادة حكيمة وواعية بتحديات الحاضر وآفاق المستقبل.
في هذا اليوم العظيم، يجدد المغاربة، من طنجة إلى الكويرة، عهد الوفاء لملكهم، ويؤكدون على استعدادهم الدائم للوقوف بجانبه في مواجهة كل التحديات، مستلهمين من ذكرى ثورة الملك والشعب روح التضحية والوحدة التي لطالما ميزت الأمة المغربية عبر تاريخها العريق.