يعود الغموض الذي يكتنف واقع ومستقبل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وتونس إلى عدة عوامل رئيسية، وفقا لما يراه محمد شقير، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، موضحا أن أول هذه العوامل هو عدم وضوح الرؤية لدى الرئاسة التونسية، التي تفتقر إلى التجربة السياسية الكافية، فضلا عن الاستقرار السياسي الذي يمكن أن يبلور رؤية دبلوماسية واضحة في التعامل مع المحيط الإقليمي.

الضغوط السياسية 

وأضاف محمد شقير، في اتصال مع “آش نيوز”، أن الضغوط السياسية التي تمارسها السلطات الجزائرية تلعب دورا مهما في تعقيد المشهد السياسي، مشيرا إلى أن النظام التونسي يعاني حاليا من أزمة اقتصادية خانقة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل من الصعب على تونس صياغة سياسة دبلوماسية مستقرة.

وأورد المحلل السياسي، أن هذه الأزمة الاقتصادية في تونس تساهم في عدم الاستقرار السياسي وتعزز من غموض التحرك الدبلوماسي للنظام التونسي.

ردود الأفعال الدبلوماسية

وأكد محمد شقير، في نفس السياق، أن هذا الوضع دفع بالنظام التونسي إلى الاقتصار على ردود الأفعال والمجاملات الدبلوماسية، كما يتضح من اللقاء الأخير بين رئيس الحكومة ووزير خارجية تونس في باريس، وهذه اللقاءات، يضيف المحلل، لا تعكس سياسة دبلوماسية واضحة، بل تقتصر على التعبير عن المواقف الرسمية دون تقديم خطوات ملموسة في العلاقات الثنائية.

وتابع الخبير في العلاقات الدولية: “من الصعب تحديد كيفية تعامل السلطات التونسية مع المغرب في ظل الوضع الحالي، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية التي تفتح المجال لكافة السيناريوهات الممكنة، وهذه الانتخابات قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية لتونس، مما يزيد من عدم اليقين في العلاقات بين البلدين”.