علم “آش نيوز” أن عددا من مسيري الكباريهات والملاهي الليلية في مراكش، مستاؤون من الحملات الأمنية التي تعرفها المدينة الحمراء خلال الفترة الأخيرة، والتي أدت إلى كساد “تجارتهم”، بعد أن تراجع الإقبال على فضاءات الليل والسهر من طرف زبائنهم الذين أصبحوا متخوفين من ارتياد محلات “النشاط”، حتى لا ينقلب عليهم “الزهو” ب”بومزوي”.
عمال الجنس
وحسب مصادر متطابقة، فإن أغلب كباريهات وملاهي مراكش، تستقطب زبناءها بفضل عمال الجنس، سواء من المومسات أو من المثليين، والذين يعتبرون ملح السهرات الباذخة وحفلات “الآفتر”، وهي الفئة نفسها التي تستهدفها الحملات الأمنية بالمدينة الحمراء، خاصة في الفترة الليلية وفي ما بعد منتصف الليل، ما أثار الذعر في نفوس عدد منهم خوفا من إلقاء القبض عليهم، إما بتهمة الإخلال بالحياء العام أو بالسكر العلني أو باستهلاك المخدرات.
قلق وطمأنينة
من جهة أخرى، اعتبر مصدر مطلع، أن الحملات الأمنية التي تعرفها مراكش حاليا هي مؤقتة، وحركتها بعض الحوادث التي عرفتها المدينة الحمراء وانتشرت فيديوهاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولو أنها جاءت متأخرة قليلا عن وقتها.
وأضاف المصدر، في اتصال مع الموقع، أن تواصل السلطات الأمنية بخصوص الأرقام التي يتم الإعلان عنها بشكل منتظم، المتعلقة بعدد الجنح والجرائم والمعتقلين، رغم أنه يثير الطمأنينة في النفوس، لأن الأمن “قايم بشغلو”، إلا أنه يدعو في الوقت نفسه إلى القلق بسبب ارتفاع أعدادها، مشيرا إلى أن الحملة مجملا هي جيدة جدا شرط أن لا تشمل كل ما يدخل في خانة “الأخلاق العامة”، لأنها يتقاطع مع الحريات الفردية في بعض جوانبه.
النظام والاحترام
في المقابل، نفى مهنيون في مجال السياحة، أي تأثير سلبي لهذه الحملات الأمنية على فضاءات السهر الليلية في مراكش، مؤكدين أنها تركز على الفوضى التي يحدثها بعض سائقي السيارات والدراجات النارية و”الكوادات”، إضافة إلى بعض السكارى و”المقرقبين” من المتشردين، الذين يتحرشون بالفتيات، خاصة الأجنبيات، وهو ما يسيء بشكل كبير إلى سمعة هذه المدينة السياحية بامتياز.
وقال المهنيون أنفسهم، في اتصال مع الموقع، إن الحريات الفردية مكفولة في جميع فضاءات المدينة الحمراء، من “جامع لفنا” إلى الملاهي “الهاي كلاس”، شرط أن لا تمس بأمن المواطنين وسلامتهم، مضيفين أن الحملات الأمنية، التي تشمل المراقبة وتحديد الهويات، هدفها استتباب الأمن والنظام والاحترام، بدليل اعتقال عدد كبير من المطلوبين وطنيا ودوليا.