تزامنا مع حلول فصل الشتاء، وما يعرفه من تغير للنظام الغذائي للمغاربة، وحسب المناطق الجغرافية، حيث يكثر استهلاك القطاني خلال هذه الفترة من السنة، بل تصبح وجبات رئيسية للعديد من الأسر، بدأ الاستعداد لعمليات التحايل التجارية على المستهلكين المغاربة، خاصة من ذوي الدخل المحدود.
تغذية المواشي
وكشفت مصادر جيدة الاطلاع، من قطاع استيراد القطاني بالمغرب بجميع أنواعها، من عدس وفاصولياء (لوبيا) وبازلاء (جلبانة) وحمص وفول بأنواعه، إضافة إلى حبوب أخرى تستعمل في وصفات المغاربة خلال فصلي الخريف والشتاء، أن مستوردين يجلبون الأطنان من القطاني متجاوزة الصلاحية، والتي لم تعد قابلة للاستهلاك الآدمي، تشترى كأعلاف، ويصرحون لدى المصالح المينائية أنها موجهة كأعلاف لتغذية البهائم والمواشي والدواب، في حين أنها تباع في الأسواق للمغاربة كقطاني صالحة للاستهلاك.
أثمنة بخسة
وحسب المصادر نفسها، فإن هؤلاء المستوردين يقتنون القطاني منتهية الصلاحية بأثمنة جد بخسة من العديد من الدول، خاصة في أمريكا اللاتينية، ويصرّحون أنها تدخل المغرب كعلف للدواب، لكن مباشرة بعد مغادرة الشحنات الميناء التجاري، توجه للأسواق لتعرف طريقها إلى بطون المغاربة.
وتقول المصادر، في اتصال مع “آش نيوز“، إن “مافيات” الاتجار في المواد الغذائية الفاسدة، تتسابق لاقتناء هذه القطاني، بسبب الإقبال الكثيف عليها خلال هذا الموسم، وللأرباح الباهظة التي تجنيها من وراءها، إذ تتم إعادة بيعها لأصحاب المطاعم الشعبية والمحلات الكبيرة لبيع المواد الغذائية، مقابل أرباح خيالية خلال هذا الفصل من السنة.
دعوة لتكثيف الرقابة
ودعت مصادرنا المصالح المختصة، إلى تكثيف رقابتها خلال فصلي الخريف والشتاء، خاصة بالقرى والأسواق الأسبوعية والمدن التي يرتفع فيها مستوى الفقر، والمدن التي يستهلك سكانها القطاني بكثرة طيلة السنة، لوضع حد للمتاجرة بفقر بعض الفئات الاجتماعية وجوعها، لتحقيق الأرباح.
التعليقات 0