أثار اختيار فيلم “الجميع يحب تودا” لنبيل عيوش، لتمثيل المغرب في “الأوسكار”، نقاشا جديدا بين المهنيين، بسبب عدم احترامه لشروط المشاركة في المسابقة، التي تقتضي أن يكون الفيلم المرشح قد عرض على الجمهور لمدة أسبوع كامل في دور عرض تجارية، في الوقت الذي لا ينطبق هذا الشرط على الفيلم الجديد للمخرج المثير للجدل، لأنه لم يخرج إلى القاعات ولا عرض في مهرجانات.
“أبي لم يمت”
وتساءل مهنيون، في اتصال مع “آش نيوز“، عن السر وراء احتكار أفلام نبيل عيوش أو زوجته، لتمثيل المغرب في “الأوسكار”، في الوقت الذي توجد فيه العديد من الأفلام السينمائية الجيدة، لمخرجين سينمائيين مغاربة لا يقلون موهبة عن عيوش، إن لم يكونوا يفوقونه، لا يتم ترشيح ملفاتها من طرف المركز السينمائي المغربي، مشيرين إلى فيلم عادل الفاضلي “أبي لم يمت” الذي كان عريس مهرجان طنجة للفيلم الوطني، وحصد أكبر عدد من الجوائز، ورغم ذلك، تم استثناؤه من المشاركة في هذه المسابقة العالمية.
“الجميع يحب تودا”
وحسب مصادر متطابقة، فإن فيلم عادل الفاضلي “أبي لم يمت”، كان في الواقع أكبر المرشحين لتمثيل المغرب في “الأوسكار”، نظرا لجودته وقيمته الفنية والسينمائية، مقارنة بفيلم نبيل عيوش “الجميع يحب تودا”، الذي كان هناك شبه إجماع لدى لجنة الاختيار على ضعفه، لكن تم استثناء ملف الفاضلي لصعوبة مواكبته من المركز السينمائي أو من المخرج نفسه، سواء ماديا بكل ما تتطلبه المشاركة في مسابقة عالمية كبرى من ترويج وتكاليف سفر وإقامة وإجراء لقاءات صحافية، أو من ناحية الوقت، الذي أصبح ضيقا من أجل الإعداد للملف والوثائق المطلوبة.
صانع سينما
وحسب مصدر جيد الاطلاع، فقد ارتأت لجنة الاختيار، التي عينها المركز السينمائي المغربي، ترشيح فيلم نبيل عيوش “الجميع يحب تودا” لتمثيل المغرب في “الأوسكار”، لأن مخرجه قدم ملفا متكاملا يتضمن عقودا مع شركات توزيع فرنسية وأمريكية، واتفاقيات شراكات مهنية عالية موقعة، دون الحديث عن امتلاكه الإمكانيات المادية التي تسمح له ب”بيع” فيلمه جيدا في المسابقة العالمية، رغم أنها كانت تفضل عليه فيلم عادل الفاضلي لأنه “ثقيل” سينمائيا.
المصدر نفسه، قال، في اتصال مع الموقع، إن كفة نبيل عيوش غالبا ما تكون هي الغالبة، لأن الرجل هو صانع سينما قبل أن يكون مبدعا أو مخرجا سينمائيا، كما يعرف كيف يسوّق أفلامه تجاريا عبر أهم المهرجانات الكبرى، من خلال الاختيارات الذكية لمواضيع أفلامه، والتي غالبا ما تجد هوى في نفوس الأجانب لأنها تتحدث عن المثلية و”الشيخات” والدعارة وحقوق النساء، وهي المواضيع التي “تبيع”جيدا في الخارج.
يشار إلى أن لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل المغرب في “الأوسكار”، كانت تتكون من عدد من الفاعلين في مجال الفن والسينما، من بينهم المخرجة أسماء المدير والمخرج إدريس المريني، وطارق خلامي، المدير المساعد لمدير المركز السينمائي المغربي، والمنتجة سعاد المريقي والممثل والمخرج ادريس الروخ، وشرف الدين زين العابدين، مدير مهرجان الداخلة السينمائي.
التعليقات 0