أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم (الثلاثاء) في القاهرة، أن الملك محمد السادس يولي أهمية وعناية خاصة للدفاع عن المقدسات، وعلى رأسها القدس الشريف، من خلال المزاوجة بين العمل السياسي والدبلوماسي والعمل الميداني، الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس كآلية تنفيذية وميدانية للجنة القدس في إنجاز خطط ومشاريع ملموسة، تهدف إلى الحفاظ على وضعها القانوني وصيانة الهوية الحضارية للمدينة المقدسة ودعم صمود المقدسيين.

وقال ناصر بوريطة، في كلمته التي ألقاها في اجتماع جامعة الدول العربية بالقاهرة، إن العالم العربي يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى تبني نظرة عربية مستقبلية تصالحية بناءة، من أجل تطوير علاقات جيدة وطبيعية بين البلدان العربية تترفع عن العوائق الثنائية والخلافات التي تعرقل مسيرة التنمية، ليتمكن من التعامل مع العالم الخارجي بكل ثقة وندية.

وأشار بوريطة إلى المحددات الخمس التي تحدد موقف المغرب من قضية الشرق الأوسط والوضع في قطاع غزة، كما جاء في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد.

معالجة الوضع الإنساني

وخلال كلمته في الدورة 162 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، أوضح ناصر بوريطة أن هذه المحددات تتلخص في دعم المبادرات البناءة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة الوضع الإنساني في غزة، مع التشديد على ضرورة الانتقال من إدارة الأزمات إلى إيجاد حل نهائي. وأكد على أهمية وقف الحرب كأولوية، إلى جانب فتح أفق سياسي لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، بناء على حل الدولتين الذي يتضمن غزة كجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

مساعي السلام والاستقرار

وشدد ناصر بوريطة، على أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، ملتزم بدعم المساعي السياسية لتحقيق الاستقرار والسلام في الدول العربية التي لا تزال تعاني بسبب النزاعات. وأكد على أهمية تغليب الحوار والمبادرات السلمية بعيدا عن منطق القوة والحلول العسكرية.

كما أعرب بوريطة عن التزام المغرب بمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية للدول العربية، مع السعي لتجاوز الخلافات والصراعات المفتعلة والنعرات الطائفية، في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.