في تطور صادم هز لبنان يوم أمس الثلاثاء، أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، عن وقوع سلسلة انفجارات غامضة في مناطق متفرقة من البلاد، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص بينهم طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، وإصابة نحو 2750 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة.
توترات أمنية
وأوضح فراس الأبيض في مؤتمر صحفي أن أكثر من 200 من المصابين في حالة حرجة، مشيرا إلى أن الإصابات تركزت في الوجه واليدين ومنطقة البطن، وهو ما يعكس شدة وقوة الانفجارات.
وفي بلاغ صحافي، أصدرت جماعة حزب الله اللبنانية توضيحا حول الحادثة، مؤكدة أن سلسلة الانفجارات استهدفت أجهزة اتصال محمولة تعرف باسم “بيغر”، وهي أجهزة يستخدمها أعضاء الجماعة في مختلف وحداتهم. وأدى الحادث إلى مقتل اثنين من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى الطفلة، فيما أصيب عدد كبير آخر من الأشخاص بجروح متفاوتة. ولم تتهم الجماعة أي جهة بشكل مباشر، لكن الانفجارات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أمنية، ما أثار تساؤلات حول الجهة المحتملة وراء الحادث.
تحقيقات واسعة
وأضاف البلاغ أن الأجهزة الأمنية في حزب الله تقوم حاليا بإجراء تحقيقات واسعة النطاق، تشمل جوانب أمنية وعلمية، لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الانفجارات المتزامنة. وفي الوقت نفسه، تعمل الفرق الطبية على معالجة المصابين في عدة مستشفيات موزعة على مناطق مختلفة في لبنان.
وحسب مصادر مطلعة على التحقيقات الأولية، فإن الانفجارات وقعت في مواقع يعتقد أنها ذات أهمية استراتيجية لأجهزة حزب الله. هذه المواقع قد تكون مستهدفة بشكل دقيق من قبل جهات خارجية، نظرا لطبيعة الأجهزة التي تم تفجيرها والتي تحتوي على تقنيات متقدمة لم تكن تستخدم في السابق في مثل هذه العمليات. وأشارت المصادر أيضا إلى أن الأجهزة المتفجرة كانت تحتوي على تكنولوجيا قد تشير إلى تورط جهات ذات خبرة عالية في مجال التجسس والتقنيات الحديثة.
عملية أمنية معقدة
ويعتقد أن الانفجارات المتزامنة ربما تكون جزءا من عملية أمنية معقدة تهدف إلى تعطيل عمليات الاتصال الداخلية للجماعة. وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية اللبنانية وحزب الله يواصلون تحقيقاتهم على نطاق واسع للوصول إلى الجهة المسؤولة، وسط حالة من الترقب الداخلي والدولي لمعرفة ملابسات هذا الحدث غير المسبوق.
وتشير تقارير محلية إلى أن الانفجارات أثارت حالة من الفزع في الأوساط الشعبية اللبنانية، في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات متتالية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. ويعد هذا الحادث إضافة جديدة إلى سلسلة التحديات التي تواجه البلاد، فيما ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر نتائج التحقيقات لتحديد الجهة التي قد تكون وراء هذه التفجيرات.
التعليقات 0