احتفل المغاربة اليوم الثلاثاء 19 نونبر الجاري، مع باقي دول العالم باليوم العالمي للرجل، وهو اليوم الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الرجل، والاحتفال بإنجازاته، وتعزيز مفهوم الذكورة الإيجابية.
ويعد هذا اليوم مناسبة لزيادة الوعي بالقضايا التي تؤثر على الرجال في مختلف أنحاء العالم، وتقدير دورهم في المجتمع.
“شكرا أبي”
وفي هذا السياق، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الشكر والامتنان، مثل “شكرا أبي”، حيث عبر المغاربة عن تقديرهم الكبير للأب ودوره البارز في حياة أبنائهم.
وتعددت التغريدات والتدوينات التي تناولت العلاقة بين الأب وأبنائه، في ظل ما يعرف بـ”الجفاف العاطفي وقلة المشاعر”، وهي ظاهرة تتعلق بالخجل الذي يشعر به البعض في التعبير عن مشاعرهم تجاه آبائهم، بسبب الثقافة السائدة التي تقيد هذا النوع من التعبير تحت شعار “الخجل والحشومة”.
الأسر المغربية والمشاعر
وفي تصريحات خاصة لموقع “آش نيوز”، شارك عدد من الشباب آراءهم حول هذا الموضوع، حيث أكد العديد منهم أن كلمات مثل “أحبك أبي” أو “شكرا أبي” نادرا ما يتم سماعها في بعض الأسر المغربية.
ورأى هؤلاء أن الحب يظهر من خلال المواقف والتضحيات، التي تترجم إلى أفعال ملموسة في الأوقات الصعبة، بدلا من الاعتماد على الكلمات التي غالبا ما تتجاهل أو تعتبر غير كافية.
ومن جهة أخرى، أكد البعض أنهم نشؤوا في أسر تعزز قيمة الحب والعطاء، سواء في المشاعر أو المواقف، حيث لا يمر يوم دون سماع كلمة “أحبك” من الأب أو الأم أو الإخوة.
وأشاد هؤلاء بالتربية السليمة التي تشجع على الانفتاح على المشاعر وعدم الخجل من التعبير عنها.
التقاليد الثقافية
وفي ظل هذه التحديات، شاركت س.م، إحدى الشابات، تجربتها الخاصة في التعبير عن مشاعرها تجاه والدها، وقالت إنها لا تكاد تجد نفسها قادرة على النظر إلى والدها بشكل كاف، نظرا لهيبته وقيمته الكبيرة في الأسرة، مؤكدة أنها تكتفي بتقبيل يده والسلام عليه باحترام وخجل، كما لو كان ضيفا في البيت.
وأشارت إلى أن هذا النهج ينسحب على باقي أفراد أسرتها، حيث يظل التعبير عن مشاعر الحب صعبا، رغم أن رؤية العلاقات القوية بين الآباء وبناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلها تشعر بالإرهاق النفسي، واحساس الندم.
التعليقات 0