أكد وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، اليوم الإثنين 02 دجنبر 2024، أن القضاء في المغرب يواجه تهديدا كبيرا نتيجة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا “فيسبوك”، الذي أصبح يشهد تدخلات مستمرة وتعليقات واسعة بعد صدور أي حكم قضائي.
الأحكام القضائية
وخلال مداخلته في لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس المستشارين، أشار عبد اللطيف وهبي إلى أن القضاة يصدرون قراراتهم بناء على المعطيات القانونية، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها “فيسبوك”، أصبحت تسهم بشكل غير مباشر في خلق جدل واسع حول الأحكام، مما يضر بسمعة القضاء ويؤثر على استقلاليته، ودعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة.
وأضاف وزير العدل، أنه لا يمكن قبول أن يتدخل أي شخص، وخاصة المحامون الذين كانوا قضاة سابقين، في وصف الأحكام القضائية بأنها “ظالمة”، معتبرا ذلك نوعا من إهانة السلطة القضائية، وأكد أن مثل هذه التصريحات تندرج ضمن المساءلة الجنائية، مشددا على ضرورة وقف هذه الممارسات التي تهدد هيبة العدالة.
خطورة الذكاء الاصطناعي
وفيما يتعلق بالتطورات التقنية، أشار عبد اللطيف وهبي، إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح يستخدم لإنتاج مقاطع فيديو مزيفة، تتيح تحريف الحقائق ونسب أقوال وأفعال لأشخاص لم تصدر عنهم.
وكشف أنه تعرض شخصيا لهذا النوع من التضليل عندما تم نشر تصريحات منسوبة إليه دون أن تكون قد صدرت منه، موضحا أنه أصبح لا يتابع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مباشر، بل يتلقى المعلومات عن ما ينشر فيها من محيطه الشخصي.
وفي إشارة إلى الفوضى التي تعم منصات التواصل الاجتماعي، أضاف وزير العدل أنه لا يوافق على منطق “القافلة تسير والكلاب تنبح”، بل ينبغي التصدي بحزم لهذا التهجم المستمر على المسؤولين، وأكد على أن مكافحة هذه الظاهرة تتطلب اتخاذ تدابير صارمة لضمان احترام القضاء والمسؤولين.
التعليقات 0