“لينا الله.. الإنسانية مبقاتش”، هكذا عبرت فاطمة، البالغة من العمر 39 عاما، والأم لطفل يعاني من مرض في الكبد، تكابد عناء التنقل من نواحي الدار البيضاء إلى قلب المدينة لتوفير العلاج لطفلها المريض الذي لا يتجاوز عمره 5 سنوات.
وفي اتصال مع “آش نيوز”، أكدت فاطمة أنها استيقظت ذات ليلة على صراخ ابنها الصغير، الذي كانت حالته الصحية متردية للغاية، وجسمه نحيفا بشكل ملحوظ طوال فترة مرضه، فقررت التوجه به إلى المستشفى في الدار البيضاء، حيث طلب منها دفع مبلغ يقارب 7000 درهم من أجل علاج الطفل.
المعاناة المالية والإنسانية
وأضافت فاطمة قائلة: “لم أكن أملك سوى 500 درهم، التي اقترضتها من جارتي”، وتابعت بمرارة: “طلبت منهم أن يبقى طفلي لديهم إلى حين أن أدبر المبلغ، لكن لا رحمة ولا إنسانية في تعاملهم معي”. وأوضحت أن طفلها رغم حالته الصحية الحرجة، رفض المستشفى بقائه.
“كان ابني مريضا للغاية ولا يتوقف عن البكاء”، تقول فاطمة، مضيفة بنبرة حزينة: “كيف لي أن أعيش؟ شبابي وصحتي ضاعت بين زوجي العاجز وابني المريض”، وأشارت إلى أن بعض المحسنين يساعدونها بين الحين والآخر بمبالغ قد تكون بسيطة لكنها تسهم في تخفيف جزء من معاناتها.
الإنسانية المفقودة
وقد سلطت فاطمة الضوء من خلال قصتها على “غياب الإنسانية” في بعض الحالات المجتمعية، حيث تتغلب المصالح الخاصة على القيم الإنسانية، وتقول في هذا السياق: “الجميع أصبح يجري وراء المال، تاركا خلفه المبادئ والإنسانية التي كانت تشكل أساس تعاملنا فيما مضى”.
وفي خضم هذه المعاناة، تبقى فاطمة وأمثالها من الأسر التي تواجه صعوبات في الحياة، متمسكة بالأمل في عودة تلك القيم الإنسانية التي لطالما ميزت مجتمعنا، حيث من المهم أن نتذكر أن الإنسانية ليست مجرد كلمات، بل هي أفعال يجب أن تعكسها تصرفاتنا في كل لحظة من حياتنا، خاصة تجاه من يحتاجون للمساعدة والدعم.