من المقرر أن يقوم الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى قطر الأسبوع المقبل، في خطوة تعتبر هامة لتعزيز العلاقات بين الرباط والدوحة. ومن المنتظر أن يصل العاهل المغربي إلى العاصمة القطرية يوم الأربعاء الموافق 11 دجنبر، رفقة وفد رفيع المستوى يضم وزراء ومستشارين ملكيين وشخصيات اقتصادية بارزة.
محادثات استراتيجية مع أمير قطر
وتشمل أجندة هذه الزيارة اجتماعا استراتيجيا مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ومن المتوقع أن تتناول النقاشات القضايا الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتداعيات الصراعات الإقليمية، وآفاق التعاون الاستثماري بين البلدين.
أجندة اقتصادية طموحة
تأتي هذه الزيارة أيضا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث أفادت مصادر مطلعة أنه سيتم توقيع عدة اتفاقيات استراتيجية تغطي قطاعات البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا الحديثة والتجارة. كما تجرى مباحثات حول استثمارات قطرية كبيرة في المغرب، لا سيما في مجالات الصناعات الزراعية والطاقة المتجددة. إذ ينظر إلى المغرب كفرصة استراتيجية لقطر بفضل مكانته كمحور إفريقي ونموه السريع في مجال الطاقة الشمسية والرياح، وهو ما يتماشى مع توجه الدوحة نحو تنويع استثماراتها بعيدا عن قطاع الهيدروكربونات.
تعزيز الشراكة السياسية
تمثل هذه الزيارة أيضا فرصة لتعميق الشراكة السياسية بين البلدين. فمنذ أزمة الخليج عام 2017، تبنى المغرب سياسة الحياد الإيجابي، مقدما وساطاته لتهدئة التوترات الإقليمية. ويمكن أن تشكل لقاءات الملك محمد السادس والشيخ تميم مرحلة جديدة من التنسيق السياسي، خاصة في قضايا حساسة مثل الوضع في فلسطين، ودور جامعة الدول العربية، والإصلاحات الاقتصادية المشتركة.
تعد هذه الزيارة الأولى للملك محمد السادس إلى قطر منذ سبع سنوات، مما يعكس رغبة قوية في تعزيز العلاقات الثنائية وتأكيد موقع المغرب كلاعب رئيسي في الديناميكيات السياسية والاقتصادية في منطقة الخليج.