أكد عبد الحق الصنايبي، خبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، أن هناك مجموعة من التداعيات المحتملة لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مشيرا إلى أن هذا الحدث سيكون له انعكاسات كبيرة على التموقعات الإقليمية، ليس فقط فيما يتعلق بعلاقة نظام بشار الأسد مع الجزائر، ولكن أيضا في ما يتعلق بتقليم أظافر إيران في المنطقة عبر ضرب عدد من أذرعها العسكرية.
النظام الجزائري
وأوضح عبد الحق الصنايبي، في اتصال مع “آش نيوز”، أن سقوط بشار الأسد سيكون له تأثيرات سلبية على النظام الجزائري، حيث كان نظام الأسد حليفا رئيسيا للجزائر في المنطقة، وفي المقابل، اعتبر أن هذا الحدث قد يكون له انعكاسات إيجابية على المملكة المغربية التي كانت دائما مساندة لنضالات الشعب السوري، ورفضت القمع الممنهج الذي مارسه النظام السوري ضد الشعب.
وأشار الخبير ذاته، إلى أن المغرب أغلق سفارته في دمشق عام 2012 وأعلن أن السفير السوري في المغرب “غير مرغوب فيه”، مؤكدا على أن مواقف المملكة تجاه سوريا كانت ثابتة.
التدخلات الإقليمية في سوريا
ومن جهة أخرى، أبدى عبد الحق الصنايبي تخوفه من أن ما وقع في سوريا لا يعد ثورة حقيقية، بل كانت هناك ترتيبات إقليمية دفعت الوضع في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن التدخل التركي في الشأن السوري كان واضحا، إذ أن الفصائل العسكرية التي دخلت دمشق تتبنى توجهات قريبة من تركيا وتخضع لتمويلها وتوجيهاتها، كما أضاف الخبير أن التعيين في المناصب الكبرى مثل رئيس الوزراء المؤقت في سوريا كان من نصيب شخص ينتمي إلى التنظيم الإخواني ويأتمر بأوامر تركيا.
وأشار الصنايبي إلى أن الشعب السوري يحمل مشاعر رفض للجزائر، حيث يطالب البعض بقطع العلاقات معها، مقابل تبجيل وتعظيم للمملكة المغربية في الشارع السوري، بسبب مواقفها الثابتة في دعم الشعب السوري. ورغم ذلك، أعرب الخبير عن تخوفه من أن القرار السيادي السوري قد لا يكون بيد الشعب، بل بيد فصيل عسكري قريب من تركيا.
كما تحدث الصنايبي عن التكتم الشديد الذي يكتنف وجود مليشيات البوليساريو في سوريا، حيث أشار إلى وجود ضغط تركي لعدم تسريب أي معلومات أو صور عن هؤلاء الأسرى، وأوضح أن هذا التكتم يعد مؤشرا على احتمالية وجود دور تركي في ما يحدث في سوريا.
التوجهات المستقبلية
وتحدث عبد الحق الصنايبي كذلك عن مستقبل العلاقات السورية المغربية، مشيرا إلى أنه إذا انبثقت حكومة تمثل اختيارات الشعب السوري وتعبر عن تطلعاته، فإن ذلك يمكن أن ينعكس إيجابيا على العلاقات السورية المغربية.
وتابع قائلا: “أما إذا استمر الوضع على حاله وكان الفصيل الذي يسيطر على دمشق مواليا لتركيا، فإن العلاقات مع أنقرة ستكون هي المحور الرئيسي في السياسة السورية، وخلص الصنايبي إلى أن التطورات المستقبلية في سوريا قد تكون حاسمة في تحديد مسار العلاقات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمواقف المملكة المغربية والنظام السوري المستقبلي.
التعليقات 0