في عصرنا الحالي، أصبح الشباب يعيشون حالة من التردد بين السعي وراء المال والتعلق بالقيم الإنسانية العميقة، مما جعلهم يغفلون عن أهمية هذه القيم ويسعون بكل طاقتهم لجمع الثروات بأي وسيلة كانت، وفي هذا السياق أكد مصطفى السعليتي المحلل الاجتماعي، أن شباب العصر الحالي يعيشون حالة من الحيرة المستمرة بين السعي وراء المال والتعلق بالقيم الإنسانية، محذرا من الانحرافات الاجتماعية الجديدة، والتي تتمثل في ظواهر سلبية أصبحت تسيطر على العديد من الشباب في المجتمع، وتساهم في تدهور العلاقات الإنسانية.
الهيمنة المطلقة للجانب المادي
وأكد مصطفى السعليتي، في تصريح لـ“آش نيوز”، أن الجانب المادي قد أصبح اليوم هو العامل الرئيس في حياة الفرد والمجتمع، فالمال، حسب قوله، يسيطر بشكل مطلق على الحياة ويغطي على القيم والأمور الجوهرية التي تسهم في تطور الإنسان.
وفي هذا السياق، أصبحنا نعيش في عصر يتسم بالتركيز على التفاهة والمظاهر، بحيث لا يسأل الكثيرون عن القيمة الحقيقية للإنسان من خلال رأس ماله العلمي أو البشري، بل يتم تفضيل التفاهة والتباهي بالمظاهر الزائفة.
تراجع في المعرفة
وبحسب السعليتي، فإن غياب التشبع بالقيم الحقيقية والمعرفة العلمية في مختلف المجالات يؤدي إلى تراجع كبير في علاقة الإنسان بالعلم والمعرفة، وأضاف أن هذا التراجع ينعكس في عزوف الأفراد عن القراءة والبحث العلمي.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن وسائل الإعلام قد ساهمت في ترسيخ هذه الظاهرة من خلال تعزيز ثقافة الاستهلاك والتبعية النفسية التي تحث على الانغماس في التسلية والترفيه على حساب المعرفة والفكر.
نحو العودة إلى القيم
وشدد مصطفى السعليتي على أهمية العودة إلى القيم الإنسانية الحقيقية، مؤكدا أن مجتمعا قائما على العلم والفكر القيمي هو المجتمع الذي يمكن أن يتطور ويحقق التقدم الحقيقي، وأكد على ضرورة إعادة الاعتبار للمعرفة والقراءة كوسائل أساسية لنمو الأفراد وتطورهم الفكري، لكي نتمكن من بناء مجتمع يتسم بالتوازن بين القيم المادية والروحية.