في خضم النقاش الدائر حول مدونة الأسرة، نبه العديد من الحقوقيين إلى مخاوف من ارتفاع معدل العزوف عن الزواج في المغرب، الذي يسجل أرقاما مقلقة في الوقت الراهن، حيث كشفت المندوبية السامية للتخطيط سابقا أن نسبة النساء اللواتي ما زلن في مرحلة العزوبة وصلت إلى 40.7 بالمائة، بينما بلغت نسبة الرجال في نفس الفئة العمرية 28.3 بالمائة.
صراعات ومخاوف
وقد كشف عدد من الشباب المقبلين على الزواج في تصريح لـ “آش نيوز”، أن المعطيات الأخيرة التي تروج على منصات التواصل الاجتماعي المتعلقة بالمستجدات التي طالت مدونة الأسرة، وخاصة تلك المتعلقة بتقاسم الأموال في حالة الطلاق والحضانة المشتركة وعدم إسقاطها عن الأم حتى في حالة زواجها، قد تسببت في ارتباك لدى الشباب، كما أثرت على الأسر أيضا.
وأضاف المتحدثون أن من الضروري توضيح هذه المضامين للرأي العام، لأن عددا من الشباب قد اتخذوا قرارات قد لا تكون صائبة منذ أمس وحتى اليوم، كما دخل العديد من الأزواج المقبلين في نقاشات مست بمبادئ الثقة والطمأنينة، متجهين في سياق الحديث عن نقاش قانوني ومادي محض.
وأفادوا أن الأسر أيضا تدخلت في هذه النقاشات، محذرة الأبناء من خوض غمار الزواج الذي وصفوه بالصعب في ظل المعطيات الحالية.
ضرورة التوضيح
وفي نفس السياق، رفع عدد كبير من الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة “فايسبوك” شعارات مثل “مغاديش نتزوجو” وعبارات مشابهة تعبيرا عن الغضب من هذه التعديلات، التي يرون أنها تعقد العلاقات بدلا من تسهيلها.
وتجددت مطالب الحقوقيين والمهتمين بالشأن القانوني والأسري بضرورة توضيح هذه التعديلات لتهدئة الأجواء التي أصبحت متوترة بين المعنيين بسبب هذا الجدل.