كشفت يومية “لوموند” الفرنسية، أن دول الساحل وأنظمة الحكم في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تعول على الدور الذي بات يلعبه المغرب “كوسيط لا غنى عنه” بينها وبين الغرب.
وجاءت هذه الاعترافات بعد نجاح المغرب في عملية الوساطة التي قادها لإطلاق سراح أربعة عملاء فرنسيين تابعين للمديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي، كانوا محتجزين في بوركينا فاسو.
ثمرة الجهود المغربية
وأكدت “لوموند”، في مقالها الصادر أخيرا، أن فرنسا كانت تعي جيدا أنها في مأزق للتفاوض بشأن إطلاق سراح عملائها، خاصة أن علاقاتها مع واغادوغو أصبحت سيئة للغاية، مضيفة أنه منذ تولي إبراهيم تراوري السلطة في بوركينا فاسو، قطع علاقاته مع القوة الاستعمارية السابقة كأحد المبادئ الأساسية لسياسته الخارجية، إذ رفض تعيين سفير فرنسي جديد وطالب في بداية 2023 الجنود الفرنسيين بمغادرة البلاد.
وأوردت اليومية الفرنسية، أنه في ظل هذا الوضع، اضطرت فرنسا للاعتماد على تدخل دول ثالثة لفتح مفاوضات، إذ بادرت الإمارات بالتدخل رفقة توغو في البداية، لتتمكنا من وضع العملاء الفرنسيين الأربعة قيد الإقامة الجبرية، مؤكدة أن الجهود المغربية هي التي أثمرت في نهاية المطاف، عن إطلاق سراحهم، بعد فشل كل الجهود السابقة.
دور مشابه في بوخاريست
وفي سياق هذا الحدث، أفادت “لوموند”، أن المغرب سبق له في غشت من السنة الماضية، أن لعب دورا مشابها في بوخاريست، مشيدة ب”الدور الأساسي” الذي لعبته المديرية العامة للدراسات والمستندات، في تحرير ضابط الأمن الروماني يوليان غيرغوت، عقب اختطافه في بوركينا فاسو عام 2015 من قبل مجموعة متحالفة مع القاعدة.
وعادت اليومية الفرنسية لتعدد نجاحات الوساطة المغربية، إذ إلى جانب ذلك، ساعدت المملكة المغربية في عودة مهندس مدني ألماني يسمى يورغ لانغه، سبق واختطفته جماعات مسلحة في النيجر عام 2018 وتم احتجازه في مالي لمدة أربع سنوات.
وأوضحت اليومية الفرنسية الشهيرة، أنه في حالة العملاء الفرنسيين المحتجزين في واغادوغو، جرت المحادثات هذه المرة بين أجهزة الدولة، مشيرة إلى أن الدبلوماسية المغربية لم تتردد في تسليط الضوء على “تميز العلاقات” بين محمد السادس والرئيس تراوري، ومضيفة أن هذا الوضع يعكس فهم المغرب للسياق السيادي الجديد في الساحل.
بازوم يغادر إلى المغرب؟
وحسب رسالة “أفريكا إنتليجنس” المتخصصة، فإنه تجري محادثات مع النظام العسكري في النيجر بشأن إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم، المحتجز في نيامي منذ الإطاحة به في يوليوز 2023. إذ يؤكد المقربون من الرئيس السابق لليومية الفرنسية “لوموند” أن إطلاق سراحه تمت مناقشته خلال زيارة إيمانويل ماكرون إلى الرباط في الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر الماضي.
وقالت “لوموند” إن النظام الانتقالي لن يوافق عليه إلا بشرط أن يستقيل بازوم ويغادر البلاد، وهذان الشرطان رفضهما بازوم لأكثر من عام، لكنه لم يستبعد خيار المغادرة إلى المغرب، وهو الحل الذي يبدو مثاليا للانقلابيين، حيث إن المغرب بعيد جغرافيا عن النيجر.
وعددت “لوموند” الحضور المغربي في المنطقة، موضحة أنه يشمل مجالات مثل الاتصالات والبنوك، حيث اشترت العديد منها السندات الحكومية لتمويل أنشطتها. كما يناقش المغرب مع صناديق الثروة السيادية في الخليج احتمال التزامات مالية في المنطقة، مما يدفع وزيرا ماليا سابقا إلى القول إن المغاربة يمكنهم المطالبة بأن يعاملوا ويقدروا بمستوى استثماراتهم”.
التعليقات 0