علم “آش نيوز” أن العائدات المالية التي كان يجنيها عبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق سابقا، من تجارة المخدرات، كان يتم تهريبها بعملة الأورو بواسطة دراجات مائية من شواطئ السعيدية نحو الشواطئ الجزائرية، حيث يتم تسليمها إلى أعوان برلماني جزائري سابق يدعى إبراهيم بودخيل، كان يتكلف بتحويلها بطرقه الخاصة إلى فرنسا لفائدة بعيوي، الذي كان يقوم أيضا بتحويل جزء من تلك الأموال إلى هولندا عبر أحد مساعديه الذي يدعى الحاج مليلية، مستعينا بخدمات صيارفة من الدار البيضاء ومن منطقة بني ادرار.

تسهيل عمليات التهريب

وحسب المعطيات التي توصل إليها الموقع، فإن دور سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، ضمن شبكة تجار المخدرات المتابعين في إطار ملف “إسكوبار الصحراء”، لم يكن يقتصر فقط على المشاركة في التهريب في بعض العمليات، بل كان يقوم بدور المنسق بين أفراد هذه الشبكة وباقي أفراد الشبكات الإجرامية المتعاملين معها، كما كان يعتبر المسؤول الأول عن اللوجستيك وعن العلاقات العامة، بما في ذلك التعامل مع أفراد القوات العمومية من أجل تسهيل تنفيذ عمليات التهريب الدولي للمخدرات.

فيلا لطيفة رأفت

من جهته، تعامل الحاج أحمد بن إبراهيم، مع شبكة عبد النبي بعيوي في مجال تهريب المخدرات على الصعيد الدولي، من 2006 إلى 2015، تم خلالها إنجاز العديد من العمليات الكبرى، انطلاقا من المغرب، من بينها تهريب كمية 15 طن من مخدر الشيرا لحساب بعيوي، وذلك عبر البحر نحو السواحل المقابلة لمدينة طبرق، وهي العملية التي تكللت بالنجاح، وسلم المواطن المالي المبلغ الخاص بتنفيذها، والذي بلغ أزيد من 11 مليون درهم بعملة الأورو، لسعيد الناصري وشخصين آخرين، بالفيلا الخاصة بزوجته السابقة لطيفة رأفت، الواقعة بحي السويسي بالرباط، إلى جانب عملية أخرى تتعلق بتهريب 10 أطنان من الشيرا، تم تحميلها على متن باخرة تحمل اسم “الصفصاف”، ناقش الحاج بن إبراهيم تفاصيل تنفيذها مع بعيوي بورش لتكسير الأحجار بطريق وجدة في اتجاه مدينة السعيدية، بحضور صهره وسعيد الناصري. وهي العملية التي تم إجهاضها من قبل الحرس المدني الإسباني في عرض البحر، حسب المعطيات التي حصل عليها الموقع.

مقايضة في أعالي البحار

أما العملية الثالثة، فهي التي شكلت موضوع البحث القضائي والمحاكمة التي يتابع فيها عبد النبي بعيوي وسعيد الناصري وباقي أفراد شبكة تهريب المخدرات، وتتعلق بتهريب 40 طنا من مخدر الشيرا، وهي العملية التي تم إحباطها بمدينة الجديدة في 2015 وأصبح المواطن المالي مبحوثا عنه لأجلها، إذ كان مقررا نقل 15 طن بحرا إلى موريتانيا ومن ثم نقلها برا إلى ليبيا وتسليمها لتاجر مخدرات يدعى الحاج ناصر، في حين كان سيتم نقل 25 طنا إلى عمق المياه الدولية بقصد الالتقاء بسفن تجارية قادمة من ميناء سانطوس بساو باولو بالبرازيل، محملة بكميات من مخدر الكوكايين، حيث كانت ستتم عملية مقايضة وتبادل سلع في أعالي البحار بعيدا عن مراقبة السلطات الأمنية. ويتعلق الأمر ب1 طن من مخدر الكوكايين مقابل 5 طن من مخدر الشيرا، حسب معطيات الموقع.

السجن بموريتانيا

ورغم مشاركة المواطن المالي في تهريب هذه الكمية وتنظيم سيرها، فإنه كان أثناء إحباطها رهن الاعتقال بالسجن بموريتانيا، حيث تلقى بعد مرور عدة أيام على عملية حجز المخدرات، اتصالا هاتفيا من سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي وصهره، الذين أخبروه أن الشحنة تم حجزها من قبل السلطات المغربية، وبناء على تحذيراتهم قام “إسكوبار الصحراء” بالاتصال بالشخص المكلف بمتابعة هذه الشحنة، الذي قام بدوره بالاتصال بمواطن تركي يدعى بختيار يلمز الذي كان يقود الباخرة التي كانت ستقوم بنقل كمية المخدرات المحجوزة، وطلب منه مغادرة المياه الإقليمية المغربية.