اختتم حزب التجمع الوطني للأحرار، أمس السبت بالعاصمة الرباط، دورته العادية للمجلس الوطني، بالتزامن مع الذكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. وفي بيانه الختامي، أشار الحزب إلى أن هذا الحدث يجسد عمق الارتباط التاريخي بين النضال الوطني الذي قاده الملك الراحل محمد الخامس، والمسار السياسي الذي ينتهجه الحزب لخدمة القضايا الوطنية.

تحديات مستقبلية

واستعرض رئيس الحزب، عزيز أخنوش، في التقرير السياسي، أبرز التطورات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، متوقفا عند أبرز المنجزات والتحديات المقبلة. وشدد على رؤية الحزب في مواصلة الإصلاحات الهيكلية التي تنخرط فيها المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس، مسلطا الضوء على دور مناضلي الحزب في التأطير والمساهمة الفاعلة في تنفيذ المشاريع التنموية.

وشهدت جلسات المجلس الوطني نقاشات حول تقارير اللجان، بما في ذلك الحسابات السنوية لسنة 2024 ومشروع ميزانية الحزب لسنة 2025، كما أثيرت توجيهات مهمة لرسم أولويات العمل الحزبي على المستويين المحلي والوطني، بما يعزز الانسجام بين توجهات الحزب ومتطلبات الساحة السياسية.

ملف الصحراء والمدونة 

وأثنى المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، على ما حققته الدبلوماسية الملكية من تقدم ملموس في ملف الصحراء المغربية، مبرزا الاعتراف الدولي المتزايد بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي ودائم للنزاع المفتعل، وشدد على اعتبار القضية الوطنية أولوية تقتضي تعبئة مستمرة، موجها التحية للقيادة الحكيمة للملك محمد السادس.

وأشاد المجلس من جهة أخرى، بإصلاح مدونة الأسرة الذي دعا إليه الملك، عازيا إليه دورا مهما في تعزيز الحقوق الأسرية والاجتماعية، وحث الفريقين البرلمانيين للحزب على مواكبة هذا الورش الوطني المهم، لضمان اتساقه مع التوجيهات الملكية ومتطلبات المجتمع المغربي.

دور الدبلوماسية البرلمانية

وجدد التجمع الوطني للأحرار، التزامه بتقوية الدبلوماسية البرلمانية، لما لها من أهمية في الدفاع عن المصالح العليا للوطن مؤكدا على ضرورة توفير تكوين حزبي متخصص في مجالي الترافع السياسي والدبلوماسي، دعما للقضية الوطنية ولقضايا تخدم المصلحة العامة.

وثمن “برلمان الأحرار” الخطوات الحكومية لتفعيل مشروع الدولة الاجتماعية، بوصفه محطة مفصلية ترمي إلى تقليص الفوارق وتحقيق العدالة الاجتماعية. وأكد على دور التعبئة الجماعية في إنجاح هذا المشروع، معتبرا أن التفاف كل القوى الوطنية حول أهدافه يعد من بين أهم عوامل نجاحه.

السلطة التنفيذية والتشريعية

وأعرب المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، عن اعتزازه بالتنسيق القائم بين الحكومة والبرلمان، معتبرا إياه نموذجا يعكس روح دستور 2011، مشيدا بالأداء الفعال لفريقي الحزب داخل المؤسسة التشريعية على مستوى طرح المبادرات والدفاع عن القضايا الوطنية.

واختتم المجلس الوطني أعماله بالتأكيد على أهمية تعزيز الحكامة الداخلية واعتماد ميثاق للأخلاقيات، باعتباره قاعدة للعمل الحزبي المنظم، ورأى في هذه الخطوات مناسبة لبناء نموذج حزبي حديث يجمع بين الانفتاح والفعالية، ويساهم في تأطير المواطنين ودفع عجلة التنمية الوطنية الشاملة.