يستعد المغرب، لأول مرة منذ إنهاء تدابير مكافحة فيروس “كورونا”، للعودة إلى جملة من الإجراءات الصارمة داخل مؤسساته التعليمية، وذلك إثر الارتفاع الملحوظ لحالات الإصابة بداء الحصبة (بوحمرون)، المصحوب بتراجع ملحوظ في معدلات التلقيح لدى الأطفال.

وتنفيذا لمذكرة صادرة عن وزارة التربية الوطنية، سيشرع في حملة تلقيح تطال تلاميذ المدارس ابتداء من يوم الإثنين 3 فبراير، مع منع الاكتظاظ في فضاءات التلقيح، واستبعاد التلاميذ غير الملقحين عند اكتشاف حالات إصابة. كما تنص الخطة أيضا على إغلاق أي مؤسسة تعليمية تتحول إلى بؤرة وبائية، واعتماد التعليم عن بعد في حالات محددة.

تنسيق تربوي-صحي لاستكمال التلقيح

وتدعو المذكرة، الموقعة من الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، إدارات المؤسسات التعليمية إلى التنسيق مع المصالح المعنية في وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من أجل التحكم في الوضع الوبائي لداء الحصبة. وتتضمن الخطة توفير فضاءات مناسبة لتلقيح التلاميذ داخل المدارس، مع تبني قواعد تنظيمية تمنع الازدحام. وحثت الوزارة الأطر الإدارية والتربوية على تقديم كل أشكال الدعم للفرق الطبية المشرفة على العملية، لاسيما في إرشاد التلاميذ وتنظيم أوقاتهم خلال التلقيح.

إجراءات عقابية ضد رفض اللقاح وإغلاق البؤر الوبائية

وحسب ما أوردت المذكرة، سيمنع من ولوج المؤسسة كل تلميذ يمتنع أولياؤه عن تلقيحه، إن تم تسجيل إصابات بالحصبة في تلك المؤسسة، وذلك حماية له وللمحيطين به من تفاقم الوضع. وفي حال انتشار الحصبة على نحو يستدعي التوصية من قبل المصالح الصحية، تغلق المدرسة كلية في مسعى للحد من تفشي الداء، على أن يطلب من التلاميذ الانتقال إلى نمط التعليم عن بعد ريثما ينحسر الوباء.

تكييف الدراسة مع الحالات الفردية

وأما في حال ظهور حالات فردية لا ترقى إلى مستوى بؤرة وبائية، فتفرض التعليمات الحكومية ضرورة إخضاع التلميذ المصاب للفحوصات الطبية، وتوعيته وتوعية أسرته بضرورة البقاء في المنزل إلى حين تمام شفائه. كما يتعين على إدارات المدارس التواصل مع أولياء الأمور وتعريفهم بوضعية أبنائهم، فضلا عن إعلامهم بأهمية التزام الطفل المصاب بالإجراءات العلاجية حماية لباقي زملائه.

التعليم عن بعد ضمانا للاستمرارية

وتشير المذكرة أيضا إلى الاعتماد على صيغة التعليم عن بعد في المؤسسات المغلقة أو بالنسبة للتلاميذ المبعدين، سواء كانوا مصابين أو تعذر تلقيحهم بفعل موقف أسرهم. وتهدف هذه الخطوة إلى الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية وتفادي أي انقطاع أو تأخر دراسي من شأنه التأثير على التحصيل العلمي للتلاميذ.