أعلنت شركة تكنولوجية صينية بارزة، اليوم (الأحد) عن إطلاق منصتها الجديدة للذكاء الاصطناعي، المسماة “DeepSeek“، في خطوة تهدف إلى تحدي النماذج الذكية العالمية، وعلى رأسها “ChatGPT” الأمريكي. وجاء هذا الإعلان في ظل تسارع السباق الدولي للهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يشهد المجال طفرة غير مسبوقة في الاستثمار والابتكار.

قدرات متطورة وميزات مبتكرة

ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن الشركة، تعتمد “DeepSeek” على خوارزميات تعلم عميق متطورة تمكنها من فهم السياق اللغوي بدقة عالية، وتحليل المحتوى النصي وترجمته بسرعة فائقة. كما تتميز المنصة بقدرتها على التعامل مع لغات متعددة، بما في ذلك الصينية والعربية والإنجليزية ولغات آسيوية أخرى، مما يمهد الطريق لاستخدامات عالمية واسعة. وتأتي هذه الميزات مع أنظمة حوكمة بيانات صارمة تهدف إلى حماية الخصوصية والحد من التحيّزات التقنية واللغوية.

تجربة مستخدم سلسة ومبتكرة

وفي استعراض تجريبي أمام مجموعة من الصحفيين والخبراء، عرضت “DeepSeek” واجهة حوارية مشابهة لتلك الخاصة بـ”ChatGPT”، مع إضافات فورية مبتكرة مثل اقتراح البدائل أثناء الكتابة وتحسين الجمل آليا. كما توفر المنصة أدوات متقدمة للتلخيص وإعادة الصياغة، مما يجعل التفاعل مع الذكاء الاصطناعي أكثر سلاسة وكفاءة.

دعم حكومي وتطلعات للتوسع الدولي

ويأتي إطلاق “DeepSeek” في ظل دعم صيني واضح للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى بكين إلى تعزيز مكانتها العالمية في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتخطط الشركة للتوسع في تطبيقات المنصة لتشمل قطاعات متنوعة مثل التعليم، والرعاية الصحية، والصناعات التحويلية، عبر توقيع عقود مع مؤسسات حكومية وخاصة. ومن المتوقع أن يرسخ هذا التوجه مكانة “DeepSeek” في السوق الدولية خلال فترة وجيزة.

تحديات ومخاوف تنظيمية

وعلى الرغم من الإمكانات الكبيرة للمنصة، أشار محللون إلى أن النجاح العالمي المحتمل لـ”DeepSeek” قد يثير تساؤلات حول إدارة البيانات وحماية حقوق المستخدمين، خاصة في ظل تسارع المنافسة التقنية بين عمالقة التكنولوجيا في الشرق والغرب. ومع ذلك، أكد المسؤولون في الشركة التزامهم بمعايير الخصوصية العالمية وأفضل الممارسات في حوكمة الذكاء الاصطناعي، مع استعدادهم للحوار مع الجهات الرقابية والمجتمع العلمي الدولي.

ويمثل إطلاق “DeepSeek” حدثا محوريا في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث يعيد صياغة المشهد التنافسي ويشعل تحديات جديدة أمام النماذج القائمة، مما قد يدفع السوق نحو شراكات وتكامل تقني جديد يحفز الابتكار ويوسع من آفاق الاستخدامات المستقبلية لهذه التكنولوجيا.