قمة عربية مرتقبة بالقاهرة لبحث القضية الفلسطينية
الجامعة العربية تسعى لتوحيد الموقف العربي ضد المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي في غزة وسط رفض واسع

أعلنت جامعة الدول العربية، مساء أمس السبت، عن استمرار المشاورات الدبلوماسية لعقد قمة عربية لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية. ووفق مصادر إعلامية، من المنتظر أن تعقد القمة في 27 فبراير الجاري بالعاصمة المصرية القاهرة، وسط تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية بشأن مستقبل غزة.
مشاورات مكثفة وتنسيق عربي
وأكد حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، خلال مداخلة هاتفية مع قناة “القاهرة الإخبارية”، أن المشاورات جارية على أعلى المستويات الدبلوماسية بهدف التحضير للقمة، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من هذا الاجتماع هو التصدي للتحركات الإسرائيلية، وتأكيد الموقف العربي الداعم لحل الدولتين ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة.
وشدد زكي على أن الموقف العربي موحد ومتناسق، حيث تقف الدول العربية مجتمعة خلف الفلسطينيين، وتساند مصر والأردن في موقفهما الرافض لأي مخططات لتهجير سكان القطاع، في إشارة إلى المواقف الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة التي تسعى إلى إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة.
تحركات فلسطينية وعربية لمنع التهجير
من جهته، صرح الناطق باسم الحكومة الفلسطينية لقناة “المملكة” الأردنية بأن عقد قمة عربية في هذا التوقيت أمر ضروري، مضيفا أن الهدف هو توجيه رسالة حاسمة لمن يحاولون فرض مخططات التهجير وإعادة الإعمار المشروطة بمغادرة السكان الفلسطينيين للقطاع.
وأكدت مصادر فلسطينية لصحيفة “القدس العربي” أن القيادة الفلسطينية تعمل إلى جانب عدة دول عربية على وضع إجراءات عملية للتصدي لمحاولات تهجير الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الحل يجب أن يشمل إعادة الإعمار دون اشتراطات تفرض مغادرة السكان أراضيهم.
ترامب يروج لخطة التهجير وسط رفض عربي واسع
وفي سياق متصل، يستمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الترويج لمخطط نقل سكان غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو الطرح الذي قوبل برفض عربي قاطع، ليس فقط من الدول المستهدفة، ولكن أيضا من منظمات إقليمية ودولية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، كشف ترامب عن رغبة بلاده في السيطرة على غزة بعد تهجير سكانها، لكنه عاد وأوضح يوم الجمعة أنه “ليس مستعجلا” في تنفيذ هذا المخطط، عقب موجة انتقادات دولية واسعة النطاق.
إسرائيل تستعد لتنفيذ مخطط التهجير
وفي تماه واضح مع الطروحات الأمريكية، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس توجيهات لجيش الاحتلال الإسرائيلي بإعداد خطة لتهجير سكان قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري متواصل على القطاع، ما يزيد المخاوف من مخططات لتغيير الخريطة الديموغرافية في فلسطين.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه غزة هدنة هشة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يتضمن تبادلا للأسرى بين حماس وإسرائيل، وتمتد مراحله على مدى 126 يوما، بموجب وساطة مصرية وقطرية ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المنتظر أن تسلط القمة العربية القادمة الضوء على خطط إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل سعي الأطراف العربية إلى إجهاض أي محاولة لفرض حلول أحادية الجانب، خصوصا تلك التي تستهدف الوجود الفلسطيني في غزة.


تعليقات 0