Site icon H-NEWS آش نيوز

تيك توك في المغرب: منصة للدفاع عن الصحة النفسية والتغيير الاجتماعي

تيك توك

يبرز “تيك توك” كمنصة قوية لإحداث تغيير اجتماعي هادف. ويتجلى هذا التحول بشكل خاص في كيفية تعامل المنصة مع موضوع الصحة النفسية، وهو موضوع لطالما كان محاطا بالوصم وسوء الفهم. تقليديا، كانت المحادثات حول الصحة النفسية إما يتم تجنبها تماما، أو تقتصر على المساحات الخاصة. ومع ذلك، أصبح “تيك توك” اليوم، يوفر مساحة يمكن للأفراد من خلالها التعبير عن أنفسهم بحرية والوصول إلى موارد قيمة لفهم احتياجاتهم العاطفية والنفسية بشكل أفضل.

القمة الافتتاحية للصحة النفسية بالدار البيضاء

وقد تم تسليط الضوء على هذا التحول الكبير خلال القمة الافتتاحية للصحة النفسية التي نظمها “تيك توك” في الدار البيضاء. ولأول مرة، جمعت المنصة بين متخصصين في الصحة النفسية وصانعي المحتوى والمنظمات المحلية لمناقشة التحديات المرتبطة بالصحة النفسية. كان الهدف الرئيسي للقمة هو زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية، واستكشاف طرق لجعل مناقشتها أمرا طبيعيا، وتشجيع العائلات والمجتمعات على الانخراط في محادثات مفتوحة وبناءة. ومن خلال الاستفادة من مدى انتشارها الواسع وقدرتها الفريدة على ربط الأشخاص من خلفيات مختلفة، أظهر تيك توك التزامه بأن يكون أكثر من مجرد منصة رقمية، بل أداة رئيسية للدفاع عن الصحة النفسية وتحقيق التغيير الاجتماعي.

محتوى متكيف مع الثقافة المحلية

يركز “تيك توك” أيضا على تقديم محتوى متكيف مع الثقافة المحلية، وهو عنصر أساسي في نجاحه بالمغرب. فمن خلال معالجة المواضيع الحساسة بطريقة مألوفة وذات صلة ثقافية، يساهم “تيك توك” في خلق مساحة خالية من الوصم لمناقشة الصحة النفسية. ويساعد هذا النهج في سد الفجوات بين الأجيال والمجتمع، مما يسهل على العائلات مناقشة مواضيع قد يتم تجنبها في العادة. وبالنسبة للشباب، فإن رؤية صانعي المحتوى يتحدثون بصراحة عن تجاربهم الشخصية واستراتيجيات التكيف مع الضغوطات، يساعد على تطبيع فكرة مشاركة مشاعرهم الخاصة. أما بالنسبة للآباء، فإن هذه الفيديوهات توفر نقطة انطلاق لبدء محادثات صعبة ولكنها ضرورية مع أبنائهم.

أدوات لتشجيع الاستخدام للواعي ل”تيك توك”

وعلاوة على المحتوى نفسه، قام “تيك توك” بتنفيذ ميزات وأدوات تشجع على الاستخدام الواعي للمنصة. إذ توفر ميزات إدارة وقت الشاشة والرقابة الأبوية إمكانية إنشاء بيئات رقمية أكثر أمانا للأطفال. وتعد هذه الميزات ذات أهمية خاصة في تقليل المخاوف المرتبطة باستخدام المنصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا. ومن خلال تعزيز العادات الرقمية المسؤولة، لا يعمل “تيك توك” على تحسين تجربة المستخدم فحسب، بل يتماشى أيضا مع مهمته الأوسع لدعم الصحة النفسية.

تمكين العائلات من التواصل بعمق

في جوهره، يوفر “تيك توك” مساحة يمكن من خلالها للعائلات التواصل على مستوى أعمق من خلال محتوى إبداعي ومتعاطف. فكل فيديو صادق أو قصة شخصية يشاركها صانع محتوى قد تكون شرارة لمحادثات هادفة داخل المنزل. ويمكن أن تؤدي هذه اللحظات من التأمل المشترك إلى تحسينات كبيرة في كيفية تواصل العائلات، وإدارة الصراعات، ودعم بعضها البعض خلال الأوقات الصعبة. وعلى المدى الطويل، يمكن أن تساهم هذه التغييرات الصغيرة في إنشاء ثقافة أوسع من المرونة العاطفية.

زيادة شعبية “تيك توك” في المغرب

ومع استمرار تطور “تيك توك” وزيادة شعبيته في المغرب، يبدو أن دوره في الدفاع عن الصحة النفسية ليس مجرد موضة عابرة. فالتزام المنصة بتعزيز ثقافة الانفتاح، ومشاركة الموارد، وإجراء حوارات واعية تجعل لديه القدرة على تغيير الطريقة التي يتم بها فهم الصحة النفسية والتعامل معها. ومن خلال ربط الناس بطرق حقيقية وبناءة، لا يعمل “تيك توك” فقط على تمكين الأفراد، بل يخلق أيضا تأثيرا إيجابيا يمتد إلى المجتمعات بأكملها. وبهذا، يضرب “تيك توك” مثالا مشجعا لكيفية استخدام المنصات الرقمية كوسيلة للتقارب بدلا من التفريق، ولإلهام التغيير الإيجابي بدلا من خلق العبء والإرهاق.

Exit mobile version