بعد مواجهة سعيد الناصري بالحجج وأقوال الشهود التي تؤكد أن السيارات الصينية المشبوهة كانت مركونة بمقر الوداد وبأنه كان على معرفة بها، عكس ما حاول إنكاره في أقواله أثناء الاستماع إليه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، اعترف بأنها كانت مركونة فعلا لمدة بمقر نادي الوداد البيضاوي الذي كان يرأسه، رغم انعدام علاقتها بالنادي، لكنه ألقى مسؤولية ذلك على شخصين متوفيين حاليا، ادعى أن أحدهما شريك المواطن المالي، وهو من جلب السيارات وركنها بمقر الوداد، والثاني هو مدير النادي الراحل عبد الرحيم بنكيران، الذي قال إنه تسلمها منه وأذن له بركنها لأنه كان يملك كامل الصلاحية في تدبير المقر، وهي التصريحات التي فندها جميع الشهود، ومنهم صهر الناصري، الذي أفاد بأنه بعد مدة طويلة من نقل السيارات وركنها بداخل مقر الوداد، ظلت على تلك الحال لمدة سنة إلى أن فرغت بطارياتها، فوجه إليه الرئيس السابق للوداد، تعليماته الهاتفية باستقبال ثلاثة ميكانيكيين أرسلهم إلى عين المكان من أجل صيانتها وجعلها صالحة للاستخدام، ثم قاموا بإخراجها ونقلها عبر مرحلتين إلى وجهة مجهولة بناء على تعليمات صهره الناصري.
الوشاية الكاذبة وشهادة الزور
وحسب المعطيات التي يتوفر عليها “آش نيوز”، فإن سعيد الناصري لم يتوان عن استعمال الضغط والتهديد وردود فعل انتقامية ضد جميع الشهود والمصرحين الذين أكدوا تورطه في قضية السيارات المشبوهة التي تعود ملكيتها إلى مهرب المخدرات المعروف ب”إسكوبار الصحراء”، فبمجرد الاستماع إليه ومواجهته بأقوال الشهود، قام في اليوم الموالي بالتعرض لمستخدمي النادي وطردهم بعدما نهرهم بنبرة حادة بسبب تصريحاتهم في المحاضر، بل أمر اثنين منهما بتحريف الوقائع الصحيحة التي أدليا بها وحرضهما على الإدلاء ببيانات كاذبة وغير حقيقية عن طريق تحرير إشهاد ينفيان فيه ما جاء في تصريحاتهما السابقة ودعاهما إلى تسليمه وثيقة تؤكد ذلك، كما هدد شاهدة بأنه سوف يحرر شكاية ضدها يلفق لها من خلالها تهما تتعلق بالتزوير ثم طردها بلغة حاطة من كرامتها وأمرها بأن لا تستأنف عملها بمقر النادي إلا بشرط الإدلاء بهذا الإشهاد. كما حرض شاهدا على توجيه شكاية أمام النيابة العامة ضد عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، يدعي فيها أنه تم تغيير أقواله التي سبق أن أدلى بها أمامهم، وعندما رفض المستخدم الشاهد الخضوع للضغط وتمسك بأقواله، طرده من العمل، وهو ما اعتبرته الفرقة تحريضا على عرقلة البحث الذي أمرت به النيابة العامة وحملا للغير على الإدلاء بتصريحات وتقديم إقرارات كاذبة أثناء مرحلة البحث التمهيدي باستعمال الضغط والتهديد، والتحريض على التبليغ عن جريمة يعلمون بعدم وقوعها والوشاية الكاذبة وشهادة الزور، عن طريق استغلاله ضعف الشهود وهشاشتهم وحاجتهم إلى العمل الذي يباشرونه تحت سلطته، خاصة أنهم ليس لهم أي مصدر رزق آخر باستثناء أجرتهم التي يتقاضونها من نادي الوداد الرياضي الذي كان يرأسه سعيد الناصري.
ضرب مصداقية حارسي الأمن
أما بالنسبة إلى الشاهدين اللذين يعملان في شركة الأمن الخاص، وكانا مكلفين بحراسة مركب بنجلون، والتي لا سلطة لسعيد الناصري عليهما، فقد عمد الأخير إلى استصدار لائحة بأسماء العاملين في الشركة لا تتضمن اسميهما، في محاولة لضرب مصداقيتهما كشاهدي عيان على الوقائع المتعلقة بظروف تواجد السيارات الصينية المشبوهة، لكن المدير العام لشركة الأمن، أكد بعد استدعائه والاستماع إلى أقواله، أن الشاهدين كانا يعملان فعلا بشركته وكانا مكلفين بحراسة مركب بنجلون، إلا أنه أغفل الإشارة إلى اسميهما في اللائحة التي أدلى بها رئيس الوداد السابق، بناء على طلب منه.