وفاة سجين بالناظور تكشف معاناة المرضى داخل السجون
مطالب العائلة بنقله إلى مستشفيات مجهزة في وجدة أو الرباط قوبلت بالرفض رغم إصابته بالسرطان

شهد المستشفى الحسني بمدينة الناظور مساء أول أمس الخميس الماضي وفاة سجين كان يقضي عقوبته داخل السجن المحلي بسلوان، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان. وأثار الحادث استياء عائلته التي أكدت أن الراحل لم يتلق الرعاية الطبية اللازمة رغم مناشداتها المتكررة لنقله إلى مستشفيات مجهزة في وجدة أو الرباط، وهو ما قوبل بالرفض من الجهات المسؤولة.
رفض الاستجابة لمطالب العلاج
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد كان السجين يعاني من سرطان الأمعاء، وهو ما تسبب في تدهور حالته الصحية خلال الأشهر الأخيرة. وأمام تفاقم وضعه، ناشدت أسرته إدارة السجن لنقله إلى مستشفى أكثر تجهيزا يوفر له العناية الطبية الملائمة، إلا أن طلبها لم يؤخذ بعين الاعتبار، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل متسارع حتى وفاته.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن السجين نقل إلى المستشفى الحسني بالناظور، حيث ظل يعاني من المرض وسط ضعف التجهيزات الطبية الضرورية لعلاج حالته. ورغم أن عائلته طالبت بإحالته إلى مستشفيات أكثر تجهيزا، إلا أن إدارة المستشفى لم تستجب للطلب، ما زاد من تفاقم وضعه الصحي.
غضب واستنكار في أوساط الحقوقيين
وأثارت وفاة السجين موجة استنكار واسعة في الناظور، حيث تعالت الأصوات المطالبة بمحاسبة الجهات المسؤولة عن تقصيرها في توفير الرعاية الصحية المناسبة له. واعتبر حقوقيون أن هذه الحادثة تعكس الوضعية الصعبة التي يعيشها العديد من السجناء المرضى في المؤسسات السجنية، وسط مطالب بضرورة تحسين الخدمات الصحية داخل السجون وتسهيل نقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات مجهزة.
إدارة السجن تلتزم الصمت
وفي ظل تصاعد الجدل حول هذه الواقعة، التزمت إدارة السجن المحلي بسلوان الصمت، ولم تصدر أي بيان رسمي لتوضيح ملابسات وفاة السجين أو تفسير أسباب رفض طلبات عائلته للعلاج. وهو ما زاد من الشكوك حول مدى التزام المؤسسات العقابية بتوفير الرعاية الطبية للسجناء المرضى.
وأعادت هذه القضية الجدل حول مستوى الخدمات الصحية داخل السجون، ومدى استجابة إدارات السجون والمستشفيات العمومية لطلبات العلاج الخاصة بالسجناء الذين يعانون من أمراض خطيرة. في ظل تزايد التقارير الحقوقية التي تنتقد الإهمال الطبي، وتطالب بإصلاحات تضمن الحق في الرعاية الصحية للجميع، بمن فيهم السجناء.
تعليقات 0