في ظل الانتشار الواسع لمنتجات “العسل الإيريكتيل” أو ما يعرف بـ”العسل المنشط جنسيا” في الأسواق الدولية، يكشف تحقيق خاص أن هذا المنتج، الذي أثبتت التحاليل المخبرية أنه ليس عسلا حقيقيا بل شرابا سكريا ملوثا بعقار الفياغرا، يتم ترويجه أيضا في الأسواق المغربية، خاصة عبر الإنترنت والمتاجر التجارية لبيع المواد الغذائية.

منتج مزيف بمكونات خطرة

المنتج، الذي يحمل أسماء تجارية مختلفة مثل “Black Horse”، “Etu Max”، “Bio Max”، يسوق على أنه “100% طبيعي”، إلا أن تحاليل مخبرية أجريت في فرنسا كشفت عن وجود مادة السيلدينافيل، المكون الفعال في عقار الفياغرا، ضمن تركيبته، وهو ما يشكل خطرا صحيا على المستهلكين، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.

انتشار واسع في المغرب بطرق غير قانونية

ويباع هذا المنتج في الأسواق المغربية بشكل حر ودون أي رقابة، سواء في المحال التجارية أو عبر منصات التجارة الإلكترونية، مما يطرح تساؤلات حول آليات الرقابة على المنتجات المستوردة التي يفترض أن تخضع لفحوص صارمة من قبل الجهات المعنية.

ووفق مصادر مطلعة، فإن بعض التجار يستغلون ثغرات في الرقابة الجمركية لإدخال هذه المنتجات إلى السوق المغربية عبر قنوات غير قانونية، حيث يتم تسجيلها كمنتجات طبيعية، مما يجنبها التدقيق اللازم من قبل وزارة الصحة أو الجمارك.

وأصدرت السلطات الجمركية في فرنسا تحذيرا رسميا نهاية يناير الماضي بشأن انتشار هذا “العسل المزيف”، مؤكدة أن تحليل عينات منه كشف احتواءه على مواد دوائية محظورة، مما يجعله غير قانوني وخطرا على الصحة.

وأوضحت لورانس تومازو، المسؤولة في مختبر AB Labo، أن العسل الحقيقي يجب أن يحتوي على حبوب اللقاح، وعند فحص عينة من منتوج العسل المذكور، باستخدام الطرد المركزي، لم يتم العثور على أي آثار لحبوب اللقاح، بل ظهرت تركيبات بلورية غير طبيعية أشبه بمكونات السكر الصناعي.

هل تتحرك الجهات المختصة؟

ومع استمرار انتشار هذا المنتج في الأسواق المغربية، يبقى السؤال مطروحا، هل ستتحرك السلطات لسحب هذه المنتجات من الأسواق، وتشديد الرقابة على المنتجات المستوردة، أم سيظل المستهلك المغربي عرضة لهذا الخطر الصحي؟