Site icon H-NEWS آش نيوز

أزمة صحية عالمية تلوح في الأفق بعد تعليق المساعدات الأمريكية

منظمة الصحة العالمية

أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيرات شديدة اللهجة، إزاء قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتجميد مساعداتها الموجهة للقطاع الصحي العالمي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى خسائر بشرية فادحة وانهيار الجهود الدولية لمكافحة الأمراض الفتاكة.

تداعيات كارثية على الصحة العالمية

وفي مؤتمر صحفي عقده يوم أمس، دعا غيبريسوس واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها، مشددا على أن وقف التمويل الأمريكي بشكل مفاجئ يهدد حياة ملايين الأشخاص حول العالم، خصوصا في الدول النامية. وأوضح أن قرار خفض الدعم المخصص لمكافحة السيدا، وحده، قد يؤدي إلى تسجيل أكثر من 10 ملايين إصابة جديدة بالفيروس، فضلا عن وفاة 3 ملايين شخص نتيجة توقف العلاجات الوقائية والاختبارات الطبية الضرورية.

قرار ترامب يعمق الأزمة الصحية

ويأتي هذا القرار بعد عودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، حيث أصدر أوامر بتجميد أغلب المساعدات الخارجية، بما في ذلك الموجهة للقطاع الصحي الدولي. وقد أثارت هذه الخطوة استنكارا واسعا في الأوساط الطبية والإغاثية، نظرا للدور المحوري الذي كانت تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها أكبر ممول عالمي في هذا المجال.

الأوبئة في مرمى الخطر

وأكد غيبريسوس أن وقف الدعم الأمريكي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) سيؤثر بشكل مباشر على الجهود الدولية لمكافحة أمراض مثل السيدا والحصبةوشلل الأطفال والملاريا. وأضاف أن الاضطرابات الحادة في سلاسل الإمداد بدأت بالفعل تؤثر على مخزون الأدوية وأدوات التشخيص والناموسيات المعالجة بالمبيدات، مما يهدد بإعادة تفشي هذه الأوبئة على نطاق واسع.

وأشار إلى أن تعليق التمويل لمبادرة مكافحة الإيدز الأمريكية (PEPFAR) تسبب بوقف فوري لعلاجات الفيروس في أكثر من 50 دولة، مؤكدا أن ثماني دول تعاني حاليا نقصا خطيرا في مضادات الفيروسات، ما قد يؤدي إلى نفاد الأدوية بالكامل خلال الأشهر القليلة المقبلة.

خطر انهيار برامج التلقيح

كما حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من أن شبكة مختبرات الحصبة، والتي تضم أكثر من 700 مختبرا حول العالم وكانت تعتمد بشكل أساسي على التمويل الأمريكي، تواجه خطر الإغلاق الوشيك، مما قد يؤدي إلى كارثة صحية عالمية في وقت يشهد فيه العالم عودة انتشار الحصبة في عدة دول.

وختم غيبريسوس تصريحاته بالتأكيد على أن العالم لا يستطيع تحمل فقدان 15 عاما من التقدم في مكافحة الأمراض المعدية، داعيا الولايات المتحدة الأمريكية إلى مراجعة قرارها والوفاء بالتزاماتها الأخلاقية تجاه الصحة العالمية، محذرا من أن العواقب ستكون مدمرة إن لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

Exit mobile version