الناصري يستغل اسم وهبي للكذب على “إسكوبار الصحراء”
وعده بترحيله من سجن الجديدة إلى مالي بدعوى علاقته بوزير العدل وظل على اتصال مستمر به خوفا من أن يكشف علاقته بالاتجار في المخدرات

أفادت الأبحاث التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في قضية ما يعرف إعلاميا ب”إسكوبار الصحراء”، أن مهرب المخدرات المالي الحاج أحمد بن إبراهيم، لم ينقطع تواصله هاتفيا مع سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، وباقي عناصر شبكة الاتجار الدولي بالمخدرات التي كان ينتمي إليها، وذلك طيلة فترة ثماني سنوات التي قضاها في سجن نواديبو بموريتانيا ثم بسجن الجديدة، كما أنه كان يكلف سائقه ومساعده المدعو توفيق، بالتنقل بشكل منتظم إلى مدينة تاونات ولقاء مسير أحد المقاهي بها تعود ملكيتها لمهرب مخدرات يدعى عبد الواحد، لإبلاغه بأرقام الهواتف الموريتانية التي كان يستخدمها كلما قامت السلطات الموريتانية بحجز هواتفه المحمولة خلال عمليات التفتيش الروتينية التي تقوم بها داخل سجن نواديبو.
واعتبرت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن هذا التواصل الدائم بين “إسكوبار الصحراء“، والقياديين السابقين بحزب “الأصالة والمعاصرة”، الناصري وبعيوي، رغم علمهما بأنه معتقل لسنوات من أجل الاتجار والتهريب الدولي للمخدرات، يدعم تصريحاته بأنهما شريكاه في هذا النشاط الإجرامي، وبأن لديهما الكثير مما يتخوفان من أن يكشفه بشأنهما في حالة ما انقطعا عن التواصل معه. وهو ما أنكره سعيد الناصري في بداية البحث معه، إذ ادعى أنه تلقى من المواطن المالي حوالي ثلاث أو أربع مكالمات فقط، خلال فترة الأربع سنوات التي قضاها بسجن نواديبو بموريتانيا، مؤكدا أنه قطع الاتصال به بمجرد أن علم أنه معتقل في قضية اتجار بالمخدرات، رغم أن التحريات رصدت تواصلا بدون انقطاع مع السجين المالي خلال فترتي اعتقاله بموريتانيا والمغرب، بل إن الرئيس السابق للوداد، كان المحاور الرئيسي له نيابة عن عبد النبي بعيوي، كما يدل على ذلك مضمون المكالمات بينهما التي تم التقاطها بناء على أوامر قضائية، والتي كان الناصري يستقبلها في كل مرة ويستمع إلى شكوى المالي وعتابه ويرسل مبالغ مالية لفائدته وهو بالسجن، كما كان يعرض التوسط له لدى بعيوي من أجل إرسال مزيد من المال إليه، بل ووعده أيضا بتسهيل عملية ترحيله إلى مالي بدعوى علاقته بوزير العدل عبد اللطيف وهبي، الذي ينتمي إلى نفس حزبه.
وأثناء الاستماع إليه، أكد سعيد الناصري، أنه قطع علاقته بالمواطن المالي وطلب منه عدم الاتصال به مجددا، بمجرد أن طلب منه مساعدته على ترحيله إلى بلاده مستعينا بعلاقته مع وزير العدل، مشيرا إلى أن هذا الرفض هو الذي جعله مستهدفا من الحاج أحمد بن إبراهيم، لكن الأبحاث دحضت أقواله بعد أن أثبتت أن التواصل بينهما ظل مستمرا دون انقطاع إلى غاية ماي 2023 وأكد اتهامات المالي الذي قال إن الناصري كان يتفاوض معه بعد السطو على ممتلكاته، ويوهمه بأنه سيجد حلا لمشكلته، حتى لا يكشف تورطه وبعيوي في مجال الاتجار في المخدرات ويطالب باسترجاع حقوقه منهما.
تعليقات 0