استطاع الممثل أيوب أبو النصر، أن يثبت للسنة الثالثة على التوالي لمشاركته في الدراما الرمضانية، تميزه كممثل موهوب وواعد في الساحة الفنية، من خلال العديد من الأدوار التي أداها، وعلى رأسها دوره في مسلسل “الدم المشروك”، الذي تفوق من خلاله على العديد من الأسماء الفنية التي لها باع طويل في التمثيل، وحاضرة في العديد من الأعمال الدرامية، لكنها لم تستطع أن “تطرب” المشاهد المغربي، بسبب افتقادها للتميز واللمسة الإبداعية في الأداء.

تميز واحترافية

وتمكن أيوب أبو النصر، أن يلفت أنظار واهتمام الجمهور المغربي، منذ دوره في مسلسل “المكتوب” خصوصا، الذي كان يعرض على القناة الثانية، والذي أداه بتميز واحترافية كبيرة، جعلت منه ورقة رابحة في الدراما الرمضانية والاختيار المفضل لدى المخرجين الذين وضعوا ثقتهم فيه، رغم أنه ما يزال في بداياته الفنية، ليتفوق اليوم على نفسه، من خلال دور الفراقشي في “الدم المغدور”، الذي دخل قلوب المتابعين وأصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل تركيبته المعقدة والمتناقضة، التي تشبه العديد من الشخصيات المغربية الواقعية.

قدرة على تقمص الأدوار المختلفة

وأثبت أيوب أبو النصر، مرة أخرى، أن خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، المعروف اختصارا ب”ليزاداك”، يتمتعون بموهبة وقدرة على تقمص الأدوار باختلافها وتنوعها وتعقدها، ويؤكدون أن الموهبة حين تصقل بالتعلم والدراسة، تذهب بصاحبها بعيدا في الاحترافية والإتقان، في ساحة فنية أصبح يدخلها “من هبّ ودبّ”، ومن لا حرفة له، ومن لا يريد من الحياة سوى أن يظهر في التلفزيون، ومستعد لبذل الغالي من ماله وشرفه وكرامته، مقابل لقطة في “سيتكوم” رديء، أو مسلسل “حامض”.

مواهب الدراما المغربية

إن المواهب مثل أيوب أبو النصر، (إلى جانب الكتابة طبعا)، هي التي يجب أن تعول عليها الدراما المغربية، حتى ترقى بنفسها إلى المكانة التي تسمح لها بفرض نفسها والانتشار وتسويق أعمالها عربيا. أما المهرّجون وممثلو “إنستغرام” الذين “يتقبّحون” على الشاشة، فلا يعلقون في الذاكرة، ولا يتذكرهم أحد لا هم ولا أدوارهم، ومصيرهم إلى زوال مع الوقت، فلن يصح إلا أمثال أبو النصر.