آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV26 مارس 2025 - 20:18

الجزائر تفجر أزمة عقارية مع فرنسا بسبب موقفها من الصحراء

نظام الكابرانات يحيي اتفاقيات قديمة للضغط على باريس بعد تغير موقفها من القضية الوطنية

ماكرون وتبون

في تطور يعكس التوتر المتصاعد بين الجزائر وفرنسا، أقدم النظام الجزائري على إثارة أزمة عقارية مفاجئة مع باريس، عبر اتهامها بـ”استغلال غير عادل” لعقارات جزائرية على التراب الفرنسي بموجب اتفاقيات تعود إلى ما بعد الاستقلال.

الخطوة، التي وصفت بأنها ذات طابع سياسي أكثر من كونها قانونية، تأتي بعد مرور أكثر من ستة عقود على توقيع هذه الاتفاقيات، التي ظلت الجزائر صامتة بشأنها طوال تلك الفترة، قبل أن تخرج اليوم إلى العلن بالتزامن مع تغير الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية.

رد فعل سياسي أم حرص متأخر على السيادة؟

المثير في الخطوة الجزائرية ليس مضمونها القانوني، بل توقيتها ودوافعها. فالاتفاقيات المذكورة لم تكن مجهولة، بل تدار بموجب ترتيبات رسمية منذ استقلال الجزائر، ما يطرح تساؤلات حول جدية الجزائر في تعاملها مع ما تصفه بـ”الاستغلال الرمزي” لعقاراتها في فرنسا.

ويرى مراقبون أن ما يحدث لا يخرج عن كونه رد فعل سياسي انفعالي، بل الهدف منه الرد على باريس بعد أن خالفت التوجه الجزائري بشأن ملف الصحراء المغربية، وهو ما يسلط الضوء على تناقضات الدبلوماسية الجزائرية التي لطالما رفعت شعار السيادة، لكنها تفعل هذا الشعار فقط حين يخدم موقفها السياسي الآني.

أزمة دبلوماسية جديدة وورقة ضغط ظرفية

ويرى محللون أن الجزائر تسعى من خلال هذه الخطوة إلى استعادة نفوذ دبلوماسي متآكل، بعد أن خسرت تأييد باريس الصريح في نزاع الصحراء، فاختارت اللجوء إلى الملفات القديمة كورقة ضغط، دون اعتبار للاتفاقيات الموقعة سابقا بموافقتها الرسمية.

وفي ظل غياب مبررات واضحة لإحياء هذا الملف بعد مرور كل هذه السنوات، يبدو أن النظام الجزائري يستخدم القضايا السيادية كأدوات للمناورة السياسية، وليس كمبادئ ثابتة في العلاقات الدولية. فلو كان الأمر يتعلق فعلا بحماية الحقوق، لتمت مراجعة الاتفاقيات منذ سنوات، وليس الآن فقط.

إخفاق دبلوماسي يدار بمنطق ردود الأفعال

المفارقة الكبرى، حسب المتابعين، هي أن الجزائر لم تثر الملف طيلة عقود من العلاقات القوية مع فرنسا، لكنها بادرت إلى تحريكه فجأة بعد أن شعرت بفقدان غطاء دبلوماسي مؤثر في ملف الصحراء، ما يظهر مرة أخرى أن السياسة الخارجية الجزائرية تتحرك وفق ردود فعل ظرفية لا تخضع لرؤية استراتيجية متماسكة.

وتبقى هذه الأزمة مثالا جديدا على كيفية توظيف الملفات الثنائية كأداة للضغط السياسي، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى تهدئة وتصعيد الحوار، بدلا من استدعاء الأزمات القديمة كغطاء لتوترات مستجدة.

Achnews

مجانى
عرض