الكونغرس يكرم 250 سنة من العلاقات بين المغرب وأمريكا
اعتمد قرارا تاريخيا لتخليد اعتراف المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية تكريما للعلاقة التي بدأت منذ عام 1777

اعتمد الكونغرس الأمريكي، قرارا تاريخيا يقضي بالاحتفال بالذكرى الـ250 لاعتراف المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في موعد مرتقب يصادف فاتح دجنبر 2027، في خطوة دبلوماسية تعكس عمق العلاقات بين البلدين.
ويعد هذا القرار تكريما للعلاقة التي بدأت منذ عام 1777، عندما كان المغرب أول دولة في العالم تعترف رسميا باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل من هذه الروابط الدبلوماسية واحدة من أقدم العلاقات المستمرة في تاريخ أمريكا.
معاهدة صداقة خالدة.. وتاريخ دبلوماسي متجذر
واستعرض القرار الذي تقدم به النائبان جو ويلسون (عن الحزب الجمهوري) وبرادلي شنايدر (عن الحزب الديمقراطي)، أبرز المحطات التي أرخت لهذه الشراكة المتينة، وعلى رأسها معاهدة السلام والصداقة الموقعة سنة 1787، والتي تظل حتى اليوم أقدم معاهدة دبلوماسية لم تنقطع في التاريخ الأمريكي.
كما أشار إلى إهداء المغرب في عام 1821 المفوضية الأمريكية بمدينة طنجة، التي كانت أول ممتلك دبلوماسي رسمي للولايات المتحدة الأمريكية خارج حدودها، وترمز إلى الثقة والشراكة المتبادلة.
قيم التسامح والتنوع في صلب العلاقة الثنائية
ولم يغفل القرار البرلماني البعد الإنساني والثقافي، حيث ثمن حرص المملكة المغربية على حماية الجاليات اليهودية وتعزيز التسامح الديني، مبرزا أهمية القيم المشتركة التي تجمع بين البلدين، ومنها الحوار بين الأديان والانفتاح الحضاري. كما نوه بالمساهمات الوازنة للجالية المغربية الأمريكية في دعم التنوع الثقافي والاجتماعي داخل الولايات المتحدة.
شراكة اقتصادية وعسكرية استراتيجية
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار القرار إلى اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين، والتي تجعل من المغرب الدولة الإفريقية الوحيدة التي تربطها اتفاقية من هذا النوع مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وفي الجانب الأمني والعسكري، سلط القرار الضوء على التعاون الوثيق بين البلدين، خصوصا من خلال التدريبات العسكرية المشتركة مثل “الأسد الإفريقي”، وعلى الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة عبر مشاركته في “اتفاقيات أبراهام”.
آفاق التعاون: دعوة إلى تخليد العلاقة وتطوير الشراكة
وفي ختام القرار، جدد الكونغرس دعوته إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الصحة والتعليم والأمن الغذائي ومواجهة الأزمات الدولية، مشددا على أهمية الاحتفال بالذكرى الـ250 لاعتراف المغرب التاريخي بأمريكا، بوصفها محطة رمزية تعكس ثبات العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتطورها على مر القرون.
تعليقات 0