أثارت تصريحات أدلى بها عميد مسجد باريس لإذاعة “سود راديو” يوم أمس (الجمعة)، جدلا واسعا وردود فعل غاضبة، خصوصا من رئيس الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل، فرحات مهني، الذي اعتبرها مليئة بالمغالطات ومحاولة مكشوفة لتبرئة النظام الجزائري من ممارساته القمعية.

اتهامات بشأن منع المحامي زيميراي بسبب أصوله اليهودية

ومن بين النقاط المثيرة للجدل في المقابلة مع الإذاعة المذكورة، زعم عميد المسجد أن السلطات الجزائرية لم ترفض منح التأشيرة للمحامي الفرنسي فرانسوا زيميراي، الذي يمثل الكاتب الجزائري بوعلام صنصال. غير أن فرحات مهني فند هذه الرواية، مؤكدا أن الجزائر لم تكتف بمنع دخول المحامي، بل اشترطت على صنصال التخلي عنه بسبب أصوله اليهودية. كما أشار إلى أن محاكمة الكاتب تمت دون حضور دفاعه، في خرق صارخ لمبادئ العدالة وحقوق الدفاع.

الجزائر “دولة ديمقراطية”؟ مهني يصف التصريح بالمهزلة

وفي رده على وصف الجزائر بـ”الدولة الديمقراطية” من قبل عميد مسجد باريس، اعتبر مهني هذا الادعاء مهزلة سياسية، لافتا إلى تصاعد حملة القمع ضد سكان منطقة القبائل منذ تولي عبد المجيد تبون الرئاسة، وبشكل خاص منذ يونيو 2021. وأكد أن نحو 13 ألفا من أبناء المنطقة تعرضوا للاعتقال التعسفي والتعذيب، وأحكام بالسجن الجائر.

“القبائل جزائريون”… مغالطة لإلغاء الهوية

وفيما يتعلق بتصريح عميد المسجد بأن “القبائل جزائريون”، شدد مهني على أن ذلك يتجاهل حقيقة أن القبائل يمثلون شعبا قائما بذاته، يتمتع بهوية ولغة وثقافة خاصة، يسعى النظام الجزائري منذ عقود لطمسها. وأشار إلى حادثة حديثة بملعب تيزي وزو، حيث رفع علم جزائري ضخم في المدرجات، واصفا ذلك بأنه إهانة مفروضة، في وقت يمنع فيه رفع الأعلام الأمازيغية أو القبائلية تحت طائلة الاعتقال والملاحقة.

دعوة لاستفتاء تقرير المصير

وختم مهني رده بدعوة السلطات الجزائرية لتنظيم استفتاء حر ونزيه يتيح لشعب القبائل تقرير مصيره، مؤكدا أن الحقيقة ستتكشف بوضوح في حال أتيحت الفرصة للتعبير الديمقراطي. وأضاف: “الأكاذيب لن تغير مجرى التاريخ، ولن تثني الشعب القبائلي عن المطالبة بحقه في الاستقلال”.