آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV1 أبريل 2025 - 21:50

بروكسيل تقصي البوليساريو من قمة أوروبا وإفريقيا

الجبهة الانفصالية أصبحت خارج الحسابات في ظل الحركية الدبلوماسية للمغرب في السنوات الأخيرة

قمة إفريقية أوروبية

تتجه الأنظار إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل، التي ستحتضن في ماي المقبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، تحضيرا للقمة المرتقبة بين التكتلين. ويأتي هذا الاجتماع في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات جيوسياسية واضحة، أبرزها التراجع اللافت لمكانة جبهة البوليساريو على الساحة الدبلوماسية الأوروبية، في مقابل تنامي النفوذ المغربي وتثبيت شراكته الاستراتيجية مع الطرفين الأوروبي والإفريقي.

تهميش متزايد للبوليساريو

مصادر دبلوماسية متطابقة تشير إلى أن الجبهة الانفصالية باتت خارج حسابات الفاعلين الأوروبيين، في ظل الحركية القوية للدبلوماسية المغربية خلال السنوات الأخيرة. فقد استطاعت المملكة أن تفرض نفسها كطرف موثوق وشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، مستفيدة من رصيد التعاون الثنائي في مجالات الأمن والطاقة والتنمية الاقتصادية، ما أدى إلى تحجيم الأطروحات الانفصالية التي لطالما استخدمت كورقة ضغط سياسية في الماضي.

الرباط تكرس شراكة واقعية مع أوروبا وإفريقيا

ولا يعد هذا التحول وليد لحظة عابرة، بل هو نتيجة لتراكم دبلوماسي مدروس عملت عليه الرباط، مدعومة بمواقف صريحة من عواصم أوروبية كبرى على غرار باريس، التي عبرت في أكثر من مناسبة عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي وجاد. كما لقيت هذه الرؤية تجاوبا متزايدا من قبل شركاء أفارقة باتوا يعتبرون التعاون مع المغرب مدخلا أساسيا لتحقيق الاستقرار الإقليمي والتنمية المشتركة، في مقابل تراجع التأثير الرمزي والسياسي للبوليساريو داخل الأجندة القارية.

مرحلة جديدة تنهي استغلال قضية الصحراء

ويعبر استبعاد البوليساريو من المشهد المرتقب في قمة بروكسيل عن نهاية مرحلة طالما استغلت فيها قضية الصحراء من قبل خصوم الوحدة الترابية المغربية لخدمة مصالح ضيقة، دون مراعاة للحقائق الميدانية والشرعية الدولية. ومع تقدم الشراكة المغربية الأوروبية بخطى ثابتة، تترسخ قناعة لدى صناع القرار في بروكسيل بأن تجاوز الرهانات الأيديولوجية القديمة أصبح ضرورة ملحة لتمكين التعاون الفعلي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 محطة رمزية لانتصار الواقعية

بهذا المعنى، لا تعد بروكسيل مجرد مكان لانعقاد قمة دبلوماسية جديدة، بل ترمز إلى انتصار نهج الواقعية والشرعية الدولية على حساب أطروحات فقدت تأثيرها السياسي والدبلوماسي. فمع تآكل الدعم التقليدي للبوليساريو، تتكرس المقاربة المغربية القائمة على التعاون، التنمية والاحترام المتبادل، كخيار استراتيجي تنخرط فيه دول الجنوب والشمال معا من أجل مستقبل مشترك أكثر استقرارا.

Achnews

مجانى
عرض