دعت المنظمة الإفريقية لحقوق الإنسان، في بيان رسمي صدر يوم أمس فاتح أبريل الجاري، إلى ضرورة كبح جماح التوتر المتصاعد بين دول المنطقة المغاربية، مطالبة بإحياء مشروع اتحاد المغرب العربي كضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق طموحات الشعوب في التنمية والاستقرار.

وعبر البيان الصادر عن المنظمة، عن “قلق بالغ” تجاه ما وصفه بـ”استمرار التوترات السياسية والدبلوماسية” بين المملكة المغربية وكل من الجزائر وتونس، مشددا على أن هذه الأزمات لا تؤثر فقط على الاستقرار السياسي، بل تهدد كذلك فرص التكامل والتعاون الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة المغاربية.

التوترات تعرقل مشروع التكامل المغاربي

ورأت المنظمة أن العقود الماضية أثبتت أن الخلافات الثنائية، وخصوصا بين المغرب والجزائر، كانت من بين الأسباب الرئيسية التي عرقلت مسار بناء الاتحاد المغاربي، وحرمت شعوبه من ثمار العمل المشترك، في وقت تتجه فيه مناطق أخرى من العالم نحو تعزيز تكتلاتها الإقليمية.

وأشارت المنظمة إلى أن “الانقسامات الداخلية والصراعات السياسية، بدلا من الحوار البناء، تضعف أي محاولة للنهوض بالمنطقة”، داعية الفاعلين السياسيين والدبلوماسيين إلى تغليب منطق الحكمة وتجاوز الحسابات الضيقة.

دعوة إلى الحوار بين المغرب والجزائر وتحسين العلاقات مع تونس

وطالبت المنظمة بإطلاق حوار بناء بين المغرب والجزائر، يقوم على مبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، باعتباره السبيل الوحيد لضمان الأمن الإقليمي. كما شددت على أهمية ترميم العلاقات بين الرباط وتونس، وتحييد الملفات السياسية الحساسة عن علاقات التعاون الثنائي.

وأبرز البيان أن إعادة إحياء مشروع اتحاد المغرب العربي بات “خيارا استراتيجيا لا مناص منه”، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية العالمية، والتحديات الإقليمية التي تفرض على الدول المغاربية العمل المشترك من أجل تنمية مستدامة وأمن جماعي.

وفي هذا السياق، دعت المنظمة إلى دعم المبادرات المدنية والثقافية والاقتصادية العابرة للحدود، باعتبارها أدوات فعالة لتقريب الشعوب، وبناء جسور الثقة بعيدا عن السجالات الرسمية.

من أجل مستقبل مشترك

وختمت المنظمة الإفريقية لحقوق الإنسان بيانها بالتشديد على أن السلام في المنطقة لا يعني فقط غياب النزاعات، بل يستلزم علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والحوار المستمر، داعية جميع الفاعلين إلى الانخراط الفعلي في تحقيق حلم “المغرب العربي الكبير” الذي يظل مشروعا مصيريا لكافة شعوب المنطقة.