اعتبر سعد الطاوجني، الفاعل الحقوقي والجمعوي الذي انتخب يوم السبت الماضي كاتبا عاما جديدا للجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (تراسبرانسي المغرب)، أن المسؤولية الجديدة ثقيلة عليه في ظل الظروف الحالية والنقاشات الوطنية المثيرة للجدل حول الفساد والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير وغيرها من القضايا الشائكة.

مصلحة الشعب والمواطنين فوق كل اعتبار

وأوضح سعد الطاوجني، الخبير في الحماية الاجتماعية والصحية، في اتصال مع “آش نيوز”، أن الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، ستستعين في المرحلة المقبلة بالعديد من الخبراء البارزين، كل في مجال اختصاصه، من أجل المساهمة معها في إعداد ملفات ترتكز على أرقام ومعطيات في كل القضايا التي ستتعاطى معها، مضيفا أنها لن تأخذ موقفا منها حتى تتدارسه مع المختصين والخبراء، قبل أن يبت فيه المكتب التنفيذي، مشيرا إلى سعي “ترانسبرانسي المغرب” إلى فتح نقاش مهيكل، بعيدا عن السب والتشهير والإساءة إلى الأشخاص.

وقال الطاوجني، في الاتصال نفسه، إن هدف الجمعية هي الإسهام في تنمية البلاد ولديها استعداد للتعامل مع جميع الفرقاء، سواء الحكوميين أو غيرهم، لكنها تضع مصلحة الشعب والمواطنين فوق كل اعتبار، ولا يمكنها أن تتسامح مع بعض الخروقات القانونية والدستورية، مشددا على ضرورة تطبيق القوانين والمراسيم واحترام الاتفاقيات التي وقع عليها المغرب مع المؤسسات الدولية وتفعيلها، وعلق قائلا “نحن وطنيون وولاد البلاد ونريد أن نخدم المغرب ونسهم في تحقيق ازدهاره وتنميته التي لا يمكن أن تتم من دون محاربة الفساد والمفسدين الذين يسيؤون للدولة”.

تفعيل المقاربة التشاركية

ودعا سعد الطاوجني وزراء الحكومة والمسؤولين إلى التحلي بروح الشفافية في تقديم الأرقام والمعطيات، بدل التضارب الموجود حولها، والذي لن يؤدي سوى إلى إفشال السياسات العمومية، كما طالب الحكومة بتفعيل مقاربة تشاركية مع الجميع، رغم الاختلاف، لأن الهدف هو خدمة البلاد والصالح العام في نهاية المطاف.

ومن المنتظر أن تدخل الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، مرحلة جديدة من مسارها الذي بدأته في التسعينات كجمعية ذات منفعة عامة تحارب الرشوة والفساد وتدعو إلى الأخلاقيات والشفافية والحكامة الجيدة، بانتخاب سعد الطاوجني كاتبا عاما بدل الراحل عبد العزيز النويضي، بالنظر إلى خبرة الرجل في العديد من الملفات المتعلقة بالصحة والحماية الاجتماعية، ومنهجيته في الاشتغال التي تنبني على الوثائق والأرقام المقنعة والمفحمة، دون الحديث عن الثقة في شخصه، التي اكتسبها على مدار سنوات من النضال والعمل الجمعوي، خلف الكواليس وبدون البحث عن الشهرة والأضواء، وانفتاحه على الشباب والنساء الذين ينتظر أن ينخرطوا بكثافة في الجمعية في عهده، ويضخوا فيها دماء جديدة.