شهدت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة مرسيليا، حالة من الاستنفار الأمني بعد حادث خطير تورط فيه مهاجر جزائري غير قانوني، هدد خلاله نائب القنصل المغربي بالقتل واعتدى جسديا على أحد عناصر الأمن الخاص بالمبنى الدبلوماسي.
وأفادت مجلة Valeurs Actuelles الفرنسية، نقلا عن مصادر أمنية، أن الشخص المعتدي، البالغ من العمر 30 سنة، قام بعض أحد عناصر الحراسة الأمنية على مستوى الوجه، في اعتداء أثار الذعر داخل القنصلية، قبل أن يغادر المكان مهددا بالعودة حاملا عبوة ناسفة لتفجير المبنى.
تدخل أمني واعتقال سريع
وعقب تلقيها بلاغا عاجلا حول الحادث، تحركت الشرطة الفرنسية نحو مقر القنصلية، غير أن المعتدي كان قد لاذ بالفرار. وبعد تحريات سريعة، نجحت المصالح الأمنية في تحديد هويته واعتقاله داخل منزله، حيث تم وضعه تحت الحراسة النظرية في انتظار استكمال مجريات التحقيق.
سوابق أمنية ووضعية غير قانونية
وكشفت التحقيقات أن المشتبه فيه معروف لدى المصالح الأمنية الفرنسية، ويقيم على التراب الفرنسي بصفة غير قانونية منذ الثاني من أبريل الجاري، وهو ما زاد من خطورة الحادث بالنظر إلى طبيعته ومكان وقوعه داخل منشأة دبلوماسية أجنبية.
جدل متجدد حول الهجرة
ويعيد هذا الحادث إلى الواجهة الجدل السياسي المتواصل في فرنسا بشأن ملف الهجرة غير النظامية، خاصة القادمة من الجزائر. إذ أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد CSA في يناير 2025 لصالح CNews وEurope 1 وJDD، أن 66% من الفرنسيين يطالبون بوقف فوري للهجرة من الجزائر، في ظل تزايد المخاوف المرتبطة بالأمن والاندماج.
مخاوف دبلوماسية وتداعيات محتملة
ومن المرتقب أن يثير هذا الحادث ردود فعل دبلوماسية من الجانب المغربي، لا سيما أنه يهدد سلامة الموظفين الدبلوماسيين داخل بلد الاستقبال، ويطرح إشكالا كبيرا حول حماية البعثات الرسمية من التهديدات التي قد تطالها من مهاجرين في وضع غير قانوني أو من ذوي السوابق.