آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV26 أبريل 2025 - 07:36

خبير يحذر من أضرار تغيير الساعة على صحة المغاربة

الدنور حمضي يدعو لاعتماد التوقيت الشتوي على مدار السنة حماية لصحة المواطنين

الساعة الإضافية

في ظل استمرار الجدل الوطني حول الساعة القانونية المعتمدة في المغرب، خرج الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، بتوصية واضحة تدعو إلى اعتماد التوقيت الشتوي بشكل دائم في البلاد، معتبرا أنه الخيار الأمثل من الناحية الصحية، خصوصا على المدى البعيد.

التوقيت ليس مسألة صحية فقط.. لكن الصحة لا تهمل

وأوضح حمضي أن اختيار توقيت رسمي لأي بلد لا يبنى فقط على المعطى الصحي، بل يرتبط كذلك بمعايير اقتصادية وتجارية وأمنية واجتماعية وحتى طاقية. ورغم أن هذه العوامل تتباين في أهميتها حسب أولويات كل دولة، إلا أن التأثير الصحي يظل ركيزة أساسية لا يمكن القفز عليها.

وأمام المغرب أربعة سيناريوهات زمنية رئيسية يمكن اعتمادها في سياق تنظيم التوقيت الرسمي للبلاد. أولها، اعتماد التوقيت الشتوي على مدار السنة دون تغييره، وهو الخيار الأكثر ملاءمة للصحة البيولوجية للإنسان. أما السيناريو الثاني، فيتمثل في اعتماد التوقيت الصيفي بشكل دائم، رغم ما قد يسببه من اضطرابات في النوم، خصوصا في فصل الشتاء.

الخيار الثالث يقوم على تغيير التوقيت مرتين سنويا، بين الشتوي والصيفي، بفاصل زمني يمتد من خمسة إلى سبعة أشهر، وهو نهج يراعي التغيرات الموسمية لكنه قد يسبب اضطرابا بيولوجيا مؤقتا. أما السيناريو الرابع، فيعتمد على التوقيت الصيفي طيلة السنة مع تغييره فقط خلال شهر رمضان، وهو ما يطبق حاليا في المغرب، لكنه يعتبر، حسب الخبراء، الأقل ملاءمة من الناحية الصحية بسبب ضيق المدة بين التغييرات وصعوبة تأقلم الجسم معها.

التوقيت الشتوي أفضل للصحة الجسدية والنفسية

ومن الناحية الصحية، شدد حمضي على أن التوقيت الشتوي الدائم هو الأكثر ملاءمة لإيقاع الساعة البيولوجية للإنسان، ما ينعكس إيجابا على جودة النوم والصحة النفسية والبدنية. في حين أن اعتماد التوقيت الصيفي الدائم قد يؤدي إلى اختلالات في النوم، خصوصًا خلال فصل الشتاء حين يضطر الناس للاستيقاظ قبل شروق الشمس.

وبخصوص تغيير التوقيت مرتين في السنة، اعتبره خيارا غير صحي، لما يحدثه من اضطرابات بيولوجية تستغرق وقتا للتعافي، خاصة عند الأطفال وكبار السن والمصابين باضطرابات النوم. أما تغيير التوقيت خلال رمضان، فقال حمضي إنه الخيار الأسوأ، لأن الفاصل الزمني القصير لا يسمح للجسم بالتكيف، ما يزيد من الأثر السلبي.

الضوء الطبيعي مفتاح التوازن الجسدي

وأبرز الخبير الطبي أن أحد العوامل الأساسية في ضبط الساعة البيولوجية هو التعرض لضوء الصباح الطبيعي، وهو أمر يصعب تحقيقه مع التوقيت الصيفي، حيث يبقى الظلام مخيما خلال ساعات الصباح الأولى. وأكد أن كل تغيير في التوقيت يربك إيقاع الجسم، ويؤثر على التركيز والنوم والأداء اليومي.

هل تضحى صحة المغاربة لأجل اعتبارات أخرى؟

وفي ختام حديثه، تساءل حمضي عن مدى أولوية الاعتبارات الأخرى أمام صحة المواطنين، داعيا إلى إشراك خبراء من مجالات متعددة لإعادة تقييم هذا الملف الحساس. وشدد على أن اتخاذ القرار بشأن الساعة القانونية يجب أن يستند أولًا إلى المعطيات العلمية والطبية، لأن الصحة العامة، كما قال، ليست قابلة للمساومة.