في خطوة تهدف إلى تعزيز الحكامة الأمنية داخل الفضاءات الرياضية، شهدت العاصمة الرباط، اليوم الثلاثاء، انعقاد ندوة دولية تحت عنوان “التدبير الأمني لأحداث العنف بالملاعب الرياضية بالمغرب”، بمشاركة خبراء مغاربة ودوليين، وذلك في إطار جهود متواصلة لمعالجة ظاهرة شغب الملاعب وتوفير تجربة رياضية آمنة تحترم حقوق الإنسان.

نحو مقاربة أمنية دامجة وغير تمييزية

الندوة التي نظمها مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، أوصى خلالها المشاركون باعتماد مقاربة أمنية شمولية ودامجة، تستند إلى التنسيق الفعال بين الأجهزة الأمنية، ومؤسسات العدالة الجنائية والهيئات الرياضية والمجتمع المدني، بما يضمن استجابة متناسبة وغير تمييزية ومتوافقة مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

تشخيص الظاهرة وتوصيات بالابتكار في المواجهة

وشدد رئيس المركز المنظم، محمد لحبيب بلكوش، على أهمية الفهم العميق لأسباب العنف في الملاعب كمدخل رئيسي لوضع حلول فعالة ومستدامة. وأوصى باستخدام تقنيات مراقبة حديثة مقننة، وتكثيف حملات التوعية بين الجماهير الرياضية لتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والسلوك الإيجابي داخل الملاعب.

الجامعة تحذر من اختراقات جماهيرية

ومن جهته، اعتبر عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، أن مواجهة الشغب تتطلب مقاربة حضارية قوامها الحوار والإنصات. وأعرب، في كلمة باسم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن قلقه من “اختراق بعض الجماهير من طرف تيارات لها أهداف لا تمت بصلة لكرة القدم”، داعيا إلى تحصين الملاعب من السلوكيات الدخيلة التي تسيء لصورة الرياضة المغربية.

إشادة دولية بدور المغرب في التنظيم الآمن

وفي مداخلة عبر تقنية الفيديو، نوهت ناتالي شوار، مديرة مركز جنيف لحكامة قطاع الأمن، بدور المغرب كفاعل محوري في الساحة الرياضية الدولية، مبرزة أن موقعه الريادي يفرض اعتماد استراتيجية أمنية تستجيب لرهانات العصر، مؤكدة على الالتزام القوي للسلطات المغربية في ضمان أمن التظاهرات الرياضية الكبرى.

كما أضافت سيسيل لاكوت، مديرة برامج المركز في المغرب، أن المملكة تواصل ترسيخ مكانتها الإقليمية والدولية، بفضل مقاربتها الأمنية الحديثة التي تمزج بين التقاليد والابتكار، مشيدة بانفتاح المغرب على التعاون مع الشركاء الدوليين في هذا المجال.

دعم دولي وإفريقي لتجربة المغرب

وعرفت الندوة مشاركة شخصيات بارزة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، واللجنة الدولية للألعاب البارالمبية، حيث ناقش الخبراء المشاركون الإطار التشريعي لمكافحة العنف في الملاعب، وأفضل الممارسات الدولية في مجال تأمين التظاهرات الرياضية.

ويأتي هذا اللقاء في سياق تحضيري لاستحقاقات كبرى تنتظر المملكة، وفي مقدمتها كأس العالم 2030، ما يجعل من قضايا الأمن الرياضي أولوية استراتيجية في النقاش العمومي الوطني والدولي.