أعلن الاتحاد الأوروبي عن تخصيص مبلغ 225 مليون يورو، أي ما يعادل 2.4 مليار درهم مغربي، لدعم جهود المغرب في إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال شتنبر 2023، في خطوة تعكس التزام الشريك الأوروبي بالوقوف إلى جانب المملكة في الأوقات الصعبة.

ويهدف هذا التمويل إلى دعم إعادة تأهيل السكن وتحسين الوصول إلى التعليم والصحة، فضلا عن تعزيز الأنشطة الاقتصادية المحلية في المناطق المنكوبة، من أجل إرساء تنمية مستدامة وشاملة لفائدة السكان المتضررين.

زيارة ميدانية لسفيرة الاتحاد الأوروبي إلى إقليم الحوز

وجاء الإعلان عن هذه المساعدة المالية خلال زيارة رسمية قامت بها سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا لومبارت كوساك، إلى إقليم الحوز، أحد أكثر المناطق تضررا جراء الزلزال.

وخلال زيارتها، التقت السفيرة بعامل الإقليم، وزارت مجموعة من المناطق المتأثرة، من بينها دوار أشبارو، حيث تفاعلت مع نساء منخرطات في تعاونية للنسيج، ومستفيدات من برامج محو الأمية المدعومة من مؤسسة الأطلس الكبير.

كما شملت الزيارة قرية تينمل، حيث اطلعت على مشاريع إعادة الإعمار التي اعتمدت الهندسة المعمارية التقليدية، بتمويل من جمعية “تراث” ومؤسسة “Social Infra Ventures”، وبدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي.

ترميم المسجد التاريخي لتينمل بدعم أوروبي

وضمن جولتها، زارت السفيرة المسجد التاريخي لتينمل، الذي تعرض لأضرار جسيمة جراء الزلزال. وقد تمت دراسة ومتابعة أشغال ترميمه بدعم مباشر من الحكومة الإيطالية، في إطار اهتمام الاتحاد الأوروبي بالحفاظ على التراث الثقافي المغربي ضمن مسار إعادة الإعمار.

وأكدت كوساك أن الاتحاد الأوروبي، رفقة شركائه، سيظل ملتزمًا بدعم المغرب في جهود إعادة الإعمار والتنمية، مشيدة بروح الصمود لدى الساكنة المحلية، وتعاون مختلف المتدخلين في الإقليم.

تمويل إضافي من بنك الاستثمار الأوروبي

ويكمل هذا الدعم المباشر تمويلا آخر من بنك الاستثمار الأوروبي، يتمثل في قرض مضمون بقيمة مليار يورو، يخصص لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية بمنطقة الحوز، بما في ذلك المدارس، المستشفيات، وشبكات الطرق، في إطار مقاربة تنموية مندمجة تعيد الحياة إلى المناطق المتضررة.