مركب الناظور الثقافي يتحول إلى خربة بعد 18 سنة من التدشين
تهميش وتخريب يغزوان مشروعا ملكيا وسط صمت الجهات الوصية

قبل ثمانية عشر عاما، افتتح الملك محمد السادس المركب الثقافي بمدينة الناظور، في خطوة تروم تعزيز الدينامية الثقافية والفنية بالمنطقة، وتوفير فضاء لاحتضان الإبداع المحلي. غير أن هذه المعلمة، التي كانت تبشر بمستقبل واعد للحياة الثقافية، باتت اليوم تعاني وضعا كارثيا ينذر بالاندثار.
مرافق منهارة وقنوات صرف مكسورة
ورصدت مشاهد صادمة من داخل المركب، خصوصا في الطابق السفلي، حيث تغمر المياه القذرة الأرضيات بعد انفجار قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى انتشار “الواد الحار” في مختلف المرافق دون تدخل يذكر.
والقاعات التي كانت مخصصة للعرض والنشاط الثقافي تحولت إلى أوكار للرطوبة والعفن، مع جدران مهترئة وأثاث متآكل غير صالح للاستعمال. أما قاعة العروض، التي كانت رمزا للتنوع المسرحي والموسيقي، فلم تسلم بدورها من التخريب، إذ بدت الكراسي مكسورة، التجهيزات معطلة، والنوافذ محطمة.
مطالب بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين
وأثار الوضع المتردي موجة غضب وسط عدد من الفاعلين في المجتمع المدني، الذين وجهوا اتهامات مباشرة للجهات المسؤولة عن تدبير الشأن الثقافي محليا. وعبر هؤلاء عن استغرابهم من تجاهل الشكاوى والمراسلات المتكررة، مطالبين بإيفاد لجنة تفتيش وفتح تحقيق شفاف للكشف عن مآل الميزانيات المخصصة للصيانة والإصلاح.
ورغم أن المركب لا يزال مدرجا ضمن بنود الإنفاق العمومي، إلا أن وضعيته الحالية تشير إلى خروجه فعليا من الخدمة، ما يطرح تساؤلات ملحة حول آليات المراقبة والمحاسبة، وغياب رؤية حقيقية لصيانة المنشآت الثقافية ذات الطابع الاستراتيجي.


تعليقات 0