آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV14 ديسمبر 2025 - 19:27

الجزائر تواصل دعم البوليساريو رغم الإجماع الدولي المتغير

تقرير فرنسي يفضح دوافع تاريخية ويكشف تورط الجبهة في انتهاكات وجرائم

إبراهيم غالي

في وقت يشهد فيه العالم تحولات استراتيجية متسارعة، تتوسع معها دائرة الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه، يواصل النظام العسكري الجزائري، مدعوما ببعض الأطراف السياسية اليسارية في أوروبا، التمسك بموقفه الداعم لجبهة البوليساريو، في خطوة توصف بالانفصال عن الواقع، تغذيها حسابات سياسية وإيديولوجية تجاوزها الزمن.

موقع “ساحل إنتليجنس” الفرنسي نشر مؤخرا تحقيقا معمقا يكشف أن دعم الجزائر للجبهة الانفصالية ليس وليد اللحظة، بل تعود جذوره إلى سبعينيات القرن الماضي، حين احتضنت الجزائر عناصر البوليساريو في مخيمات تندوف، التي تؤكد وثائق استعمارية ومؤرخون أنها أراضٍ مغربية الأصل اقتطعتها فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية.

الهواجس الجغرافية والسياسية تفسر الموقف الجزائري

ويشير التحقيق إلى أن خلفيات الدعم الجزائري تتجاوز خطاب “تقرير المصير”، وتعود إلى مخاوف النظام الجزائري من أي نصر دبلوماسي مغربي قد يعيد إلى الواجهة المطالب التاريخية المرتبطة بأراضٍ متنازع عليها، من بينها تندوف وأجزاء من الجنوب الجزائري الحالي، وهو ما يجعل المسألة، بالنسبة للجزائر، أكثر من مجرد نزاع إقليمي.

وفي مشهد يفضح تناقضات الجبهة، تعيش قيادات البوليساريو وأسرهم في دول أوروبية، خاصة إسبانيا، حيث يتمتعون بجنسيات وامتيازات اجتماعية، في حين يعيش الآلاف في مخيمات تندوف تحت رقابة أمنية مشددة، محرومين من أبسط الحقوق، بما في ذلك حرية التنقل والعمل والتعليم.

غياب الإحصاء واستغلال سياسي لمخيمات اللاجئين

ومنذ أكثر من نصف قرن، لم يجر أي إحصاء رسمي لساكنة مخيمات تندوف، ما يثير تساؤلات حول الأعداد الحقيقية وهوية القاطنين، الذين يتوزعون بين مغاربة ومهاجرين من دول أفريقية وموريتانيين وجزائريين، وفق تقارير أممية تؤكد الطابع السياسي للوجود داخل هذه المخيمات.

ورغم اعتراف دول وازنة، على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من الدول الخليجية والأفريقية، بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، تواصل أحزاب يسارية أوروبية، خاصة في إسبانيا وفرنسا، دعم البوليساريو تحت ذريعة “تقرير المصير”، متجاهلة شهادات وتقارير توثق انتهاكات خطيرة.

ويورد تقرير “ساحل إنتليجنس” شهادات منظمات دولية كـ “هيومن رايتس ووتش” و“أمنيستي”، تؤكد تورط الجبهة في جرائم تجنيد قسري للأطفال، تعذيب، اعتقال تعسفي، واختلاس مساعدات إنسانية. كما أشير إلى أن زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، يواجه شكاوى في إسبانيا تتعلق بالاغتصاب والتعذيب، وسبق أن دخل البلاد بجواز مزور لتلقي العلاج، ما تسبب في أزمة دبلوماسية مع المغرب.

شبهات ارتباط بإيران وشبكات التهريب

التحقيق ذاته يسلط الضوء على علاقات مزعومة تربط البوليساريو بميليشيات موالية لإيران في الشرق الأوسط، فضلا عن تورط الجبهة في شبكات لتهريب المخدرات والأسلحة في منطقة الساحل، مما يزيد من تعقيد الملف ويطرح علامات استفهام حول الصمت الأوروبي.

وفي ظل تزايد الدعم الدولي للمقترح المغربي بالحكم الذاتي، وتعزيز الرباط لتحالفاتها الأفريقية والدولية، يبدو الموقف الجزائري ومعه بعض حلفائه الأوروبيين معزولا أكثر من أي وقت مضى، قائما على حسابات ماضوية تهدد استقرار المنطقة وتطيل أمد معاناة سكان محتجزين في تندوف منذ أكثر من نصف قرن.

Achnews

مجانى
عرض