Site icon H-NEWS آش نيوز

صراع أبرشان وأزواغ يعمق أزمة الاتحاد الاشتراكي بالناظور.. فيديو

الاتحاد الاشتراكي في الناظور

في خطوة تحمل الكثير من الدلالات السياسية، أعلن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تزكية البرلماني محمد أبرشان لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، بالتوازي مع إشادة لافتة بأداء رئيس جماعة الناظور، سليمان أزواغ. وتكشف هذه الازدواجية في الخطاب عن صراع داخلي مكتوم داخل الحزب، بدأ يتجلى علنا في مدينة تعيش أوضاعا متأزمة اجتماعيا واقتصاديا.

إشادة علنية بأزواغ.. ورسائل سياسية مبطنة

إدريس لشكر لم يخف إعجابه بما وصفه بـ”التحول النوعي” الذي شهدته الناظور خلال السنوات الأخيرة، منوها بالجهود التي يبذلها رئيس الجماعة، سليمان أزواغ، في تدبير الشأن المحلي. وقد اعتبر تتويج الجماعة بلقب “أحسن جماعة وطنية” نتيجة مباشرة لحسن التسيير والانضباط الإداري، في قطيعة مع ممارسات فاسدة عرفها المجلس سابقا، غير أن هذا يبقى في نهاية المطاف رأي الكاتب الأول إدريس لشكر، في وقت تعيش فيه المدينة واقعا مختلفا تماما، وهو ما سنعود إليه بالتفصيل لاحقا.

لكن، وعلى الرغم من هذا الثناء، اختار لشكر أن يمنح التزكية الانتخابية لمحمد أبرشان، البرلماني السابق والفاعل السياسي المعروف محليا، ما أثار استغراب المتتبعين، وطرح علامات استفهام حول توجهات القيادة الحزبية في تدبير التوازنات المحلية.

وضمن مسعى لاحتواء الأزمة الداخلية، أعلن لشكر عن تجديد الثقة في محمد أبرشان كاتبا إقليميا للحزب لولاية جديدة، في قرار وصفه مراقبون بأنه يعكس رغبة القيادة في الإبقاء على النفوذ التقليدي داخل الإقليم. وفي خطوة توفيقية، تم تعيين سليمان أزواغ نائبا للكاتب الإقليمي، في محاولة لتقديم تنازل شكلي لأنصاره وضمان حد أدنى من التوازن.

صراع خفي بين أزواغ وأبرشان يطفو إلى السطح

وأكدت مصادر من داخل الحزب أن العلاقة بين أزواغ وأبرشان لا تخلو من التوتر، في ظل تباين في الرؤى والتموقع السياسي داخل إقليم الناظور. ويبدو أن تزكية أبرشان جاءت كمحاولة من لشكر لترميم بيت الحزب انتخابيا، إلا أنها تهدد بتفجير الوضع الداخلي إذا ما استمرت الاحتكاكات بين الجانبين.

محاولات التهدئة التي قام بها لشكر خلال المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب بدت حذرة، وتجنبت الخوض في تفاصيل الخلاف، لكنها لم تنجح في امتصاص حالة التوجس التي تسود بين أنصار الطرفين.

غير أن هذه التعيينات لم تنجح في تهدئة الأوضاع، بل فجرت نقاشات حادة داخل المؤتمر، حيث رأى أنصار أبرشان أن القرار يعكس مكانته الراسخة في التنظيم، بينما عبر أنصار أزواغ عن امتعاضهم، معتبرين أن تعيينه كنائب لا يرقى لطموحاتهم في تجديد الوجوه القيادية ومحاسبة ممارسات الماضي.

مشهد صدامي يكشف عمق الأزمة الداخلية

وفي لحظة مشحونة بالمشاعر والانفعالات، انفجر محمد أبرشان غاضبا خلال أشغال المؤتمر، وصرخ علنا أمام الحاضرين وقيادة الحزب، متهما سليمان أزواغ بـ”النفاق” قائلا بصوت عال: “لعب عليا.. هادا منافق!”، في إشارة واضحة إلى ما يعتبره طعنة من طرف أزواغ في سياق صراعهما المتصاعد داخل الإقليم.

هذا المشهد، الذي دوى في قاعة المؤتمر أمام أنظار إدريس لشكر، شكل صدمة للعديد من المناضلين، ولم يفسر إلا بكونه دليلا صارخا على حالة الانفلات التنظيمي وغياب الثقة داخل الحزب.

وتؤكد هذه اللحظة أن حزب الاتحاد الاشتراكي في الناظور يعيش حالة من التخبط والصراع المكشوف، تهدد بتقويض ما تبقى من تماسك داخلي، في وقت تحتاج فيه المدينة إلى استقرار سياسي يعيد توجيه البوصلة نحو التنمية والاستجابة لحاجيات الساكنة.

الناظور تغرق في التخبط.. والمواطن أول الضحايا

ووسط هذه المناورات السياسية، تعاني مدينة الناظور من أزمة تنموية خانقة. المشاريع المتعثرة، والركود الاقتصادي، وتراجع المؤشرات الاجتماعية، باتت عناوين ثابتة في الحياة اليومية للمواطنين. في الوقت الذي ينشغل فيه مسؤولو الحزب بتدبير صراعاتهم، تغيب الحلول الجذرية لمعالجة الأوضاع، ما يعمق حالة الاحتقان الشعبي.

ويعبر الشارع الناظوري اليوم عن تذمره من النخبة السياسية، التي رغم تبادل الأدوار والتصريحات، لم تحدث التغيير الملموس المنتظر. ويخشى كثيرون من أن تتحول التجاذبات داخل الاتحاد الاشتراكي إلى عامل إضافي لتفاقم الوضع التنموي المتأزم في المنطقة.

تزكية أبرشان، رغم ما تحمله من دلالات حزبية، لم تكن مجرد قرار تنظيمي، بل خطوة كشفت عن صراع أعمق داخل حزب الاتحاد الاشتراكي في إقليم الناظور. وإذا لم تنجح القيادة الحزبية في احتواء التوتر القائم بين أزواغ وأبرشان، فإن نتائج هذا الصدام قد تتجاوز أسوار الحزب، لتهدد بتراجع إضافي في أداء الجماعة، وتفاقم معاناة ساكنة المدينة التي تبحث عن تنمية حقيقية بدل الشعارات.

Exit mobile version