آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV13 ديسمبر 2025 - 22:39

المغاربة يتصدرون الجاليات الأجنبية في سوق العمل بإسبانيا

توسع اقتصادي يوازيه حضور متزايد وواقعية معركة الاندماج

مغاربة الخارج

أصبحت الجالية المغربية خلال السنوات الأخيرة القوة الأجنبية الأولى من حيث التواجد في سوق العمل الإسبانية، متجاوزة بذلك الجالية الرومانية التي حافظت على الصدارة لعقود. وتظهر الإحصائيات الرسمية أن عدد المغاربة المقيمين في إسبانيا بلغ أكثر من 1.09 مليون نسمة، من بينهم أكثر من 363 ألف شخص منخرطون في نظام الضمان الاجتماعي، ما يجعلهم على رأس قائمة المهاجرين النشيطين اقتصاديا في البلاد.

ورغم الحضور المكثف للمهاجرين من أمريكا اللاتينية، إلا أن قوانين التجنيس الإسبانية تمنحهم امتيازات استثنائية، كالحصول على الجنسية بعد عامين فقط من الإقامة، وهو ما لا يستفيد منه المغاربة الذين يلزمهم القانون بانتظار عشر سنوات، ما يبقي أعدادهم بارزة في تصنيفات “العمال الأجانب” لفترات طويلة.

قطاعات تشغيل حيوية يقودها العمال المغاربة

وينشط المغاربة في عدد من القطاعات الحيوية في الاقتصاد الإسباني، أبرزها البناء، الزراعة، والضيافة، فيما تتركز مشاركة النساء المغربيات في مجال الخدمة المنزلية. وساهم تعديل قانون الهجرة مؤخرا في تسهيل إجراءات لم شمل العائلات، مما أدى إلى ارتفاع أعداد النساء والأطفال الملتحقين بذويهم من الجيل الأول، ومكن الجالية من ترسيخ استقرارها الأسري والاجتماعي.

ورغم إسهامهم الكبير في الاقتصاد المحلي، لا يزال كثير من المغاربة يواجهون مظاهر التمييز العنصري، وصعوبات في الوصول إلى المناصب القيادية داخل المؤسسات العامة والخاصة. ويشتكي ناشطون من ربط المغاربة بصور نمطية سلبية، حتى بالنسبة لأبناء الجيل الثاني المولودين بإسبانيا، الذين لا يعاملون كمواطنين كاملي الحقوق، رغم انتمائهم الثقافي والتعليمي للمجتمع الإسباني.

تصاعد في الاعتداءات العنصرية وخطاب الكراهية

وزاد من حدة هذا الواقع الاجتماعي تصاعد الاعتداءات العنصرية، كتلك التي شهدتها بلدة “توري باشيكو” جنوب البلاد، حيث بات المغاربة هدفا لحملات تحريضية تقودها بعض التيارات اليمينية المتطرفة، خصوصا في أعقاب جرائم فردية يتم تعميم مسؤوليتها على الجالية بأكملها.

ورغم هذه التحديات، تبرز بعض النماذج الناجحة في صفوف الجالية المغربية، من أبرزها اللاعب الشاب لامين يامال، نجم نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا، الذي أصبح رمزا للاندماج والمواطنة، على الرغم من التناقض الذي يردده كثيرون: “عندما يتألق، يحتفى به كإسباني؛ وعندما يخطئ، يذكر بأصوله المغربية”.

معركة الهوية والانتماء لدى الجيل الثاني

ويواجه جيل الشباب المغربي المولود والمتعلم في إسبانيا اليوم معركة مزدوجة: التمسك بالهوية المغربية من جهة، والسعي نحو الاندماج الكامل في مجتمع لا يزال يحمل بعض نظرات الريبة والتمييز.

Achnews

مجانى
عرض