يعيش زبناء المكتب الوطني للسكك الحديدية، معاناة يومية، كلما حاولوا الحصول على تذاكر عبر التطبيق الجديد الذي هللت له إدارة المكتب، والذي صرفت عليه مبالغ مالية هامة لإحداثه وصيانته، دون الحديث عن مصاريف الإشهار والترويج له وطبع بطائق بلاستيكية تحمل “اللوغو” الخاص به، واستخدام فتيات في التسويق له، ظهر أنهن تابعات لإحدى شركات الإشهار الموكول لها هذه الصفقة، للقيام بعملية توزيع هذه البطائق على مرتادي المحطات و زبناء القطار، مرتديات أقمصة طبع عليها رمز التطبيق.

ورغم كل هذه “الهيلالة” و”العجعجة بدون طحين”، إلا أن التطبيق قاصر وعاجز عن تلبية خدمات الزبناء، لا سيما مستعملي القطار بشكل يومي، حيث أجمع حاملو البطائق التخفيضية على عدم اشتغال التطبيق وعجزه عن تلبية حاجياتهم في حجز تذاكر القطار. فرغم أن المكتب الوطني للسكك الحديدية وسع من قاعدة زبنائه التابعين للعديد من القطاعات الحكومية، المستفيذين من بطائق التخفيض، عن طريق تخصيص بطائق تخفيضات لاستعمال القطار، إلا أن الولوج للتطبيق يمنع عليهم الحصول على حجوزات التذاكر.

ضياع الوقت والطاقة

وسجل المتضررون، أن الدخول عبر موقع المكتب الوطني للسكك الحديدية، أصبح يجرهم من صفحة إلى أخرى، إذ أصبح الزبون ملزما بالتسجيل واتباع خطوات لا تقوده في نهاية المطاف لنجاح العملية والحصول على تذاكر، ليعيد المحاولة عشرات المرات دون جدوى، سوى ضياع الطاقة والوقت.

ويسود تذمر واسع بين مستعملي القطارات على مستوى الخط الرابط ما بين القنيطرة والدار البيضاء، باعتبار هذا المحور يستعمله الموظفون بالقطاعات الحكومية والطلبة المشمولون ببطاقة تخفيض والصحافيون والفنانون وغيرهم من أصحاب التخفيضات، ليضطر كل هؤلاء المحكومين بالوقت، والملزمين بالتواجد في أوقات معينة بالرباط لأغراض مهنية، إلى الوقوف في طوابير طويلة، في عز العطلة الصيفية، من أجل الحصول على تذكرتهم.

وتعيش هذه الفئات من زبناء القطارات، معاناة يومية، بسبب حرمانهم من استعمال الموقع الإلكتروني للمكتب الوطني للسكك الحديدية كما كان معمولا به سابقا، حين كان الولوج سهلا والحصول على تذاكر كذلك، لكن مع إنشاء هذا التطبيق الذي كلف مبالغ مالية مهم، انقلبت الآية، لدرجة أن الزبناء أصبحوا يطالبون بالعودة للنظام القديم.