رغم إصرار عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، وشقيقه عبد الرحيم، على نفي أي صلة لهما بالشاحنات الصينية التي كان يملكها الحاج أحمد بن ابراهيم، المعروف ب”إسكوبار الصحراء”، والتي كانت تستعمل في تحميل المخدرات وتهريبها، إلا أن العديد من الشهادات، ومن بينها شهادة توفيق الزنطار، السائق الخاص لتاجر المخدرات المالي، أكدت أن الشقيقين بعيوي دبرا عملية نقل تلك الشاحنات من الرباط نحو أحد المقالع التابعة لشركة “بعيوي للأشغال” في وجدة، وقاما بمحو أي آثار لها علاقة بأرقامها أو تحديد مكانها أو أي معطيات بشأنها، علما أنها لا تملك شهادة المطابقة المعمول بها في المغرب، وليست لديها أية أوراق أو مستندات.

من جهتها، رصدت الأبحاث التقنية التي قامت بها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، استنادا إلى سجل مكالمات توفيق الزنطار، خاصة في الطريق الرابطة بين الرباط ووجدة ومنها إلى السعيدية والنواحي ذهابا وإيابا خلال 2014، وجود رحلتين، الأولى كانت ذهابا من المحمدية إلى وجدة والسعيدية في 5 غشت 2014 ثم إيابا إلى الرباط في 7 غشت من السنة نفسها. أما الثانية، فكانت ذهابا إلى وجدة والنواحي في 8 غشت 2014 وإيابا إلى الرباط في 12 غشت 2014، وهي الرحلة التي وافقت تاريخ نقل الشاحنات الصينية الخمس من الرباط إلى وجدة لفائدة عبد النبي بعيوي.

اتصالات تتوافق مع شهادات الشهود

ورصدت الفرقة الوطنية عدة مكالمات جرت يوم 8 غشت 2014 بين الرقم الهاتفي لعبد النبي بعيوي وبين رقم توفيق الزنطار يوم نقل الشاحنات الصينية من الرباط إلى وجدة، وعلى الخصوص في التوقيت الذي توقف فيه السائقون مطالبين بتناول وجبة الغذاء، حسب تصريحات السائق الخاص ل”إسكوبار الصحراء”. كما تم التوصل إلى وجود اتصال هاتفي بين رقم الزنطار ورقم نور الدين علالي، رئيس السائقين التابع لشركة بعيوي، في 8 غشت 2014، تم رصده من طرف لاقط الاتصال الهاتفي المتموقع جغرافيا بمحاذاة الطريق السيار الرابطة بين سيدي علال البحراوي وتيفلت، بالقرب من الجماعة القروية عين الجوهرة، وهو ما يتوافق مع الأحداث التي تم سردها من طرف توفيق الزنظار، وشاهدين آخرين هما نور الدين علالي ونبيل الضيفي.

تفحص قائمة المكالمات بين السائقين وبعيوي

ومن خلال تفحص قائمة المكالمات الصادرة والواردة على رقم علالي، رئيس السائقين بشركة بعيوي للأشغال، تبين أنه تواصل يوم 8 غشت 2014، اليوم الذي نقلت فيه الشاحنات الصينية من الرباط إلى وجدة، مع العديد من السائقين، بمعدل 9 مكالمات مع السائق المدعو زياني و16 مكالمة مع السائق قاري و12 مكالمة هاتفية مع سائق شاحنة آخر هو حسناوي، و4 مكالمات مع السائق البكاي، كما تم رصد، في التاريخ نفسه، 21 اتصالا هاتفيا بين عبد النبي بعيوي وعلالي.