شهدت مناطق الأطلس الكبير، وخاصة إقليم الحوز، خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الهزات الأرضية، بالتزامن مع مرور عامين على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة في شتنبر 2023 وخلف خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. هذا التزامن أثار قلق السكان الذين تساءلوا عن أسباب استمرار الارتدادات بعد هذه المدة الطويلة.
تفسير جيولوجي للهزات
ومن الناحية العلمية، يؤكد خبراء الجيولوجيا أن استمرار الهزات بعد الزلازل الكبرى أمر مألوف، إذ تحتاج القشرة الأرضية إلى وقت طويل لإعادة ترتيب الصفائح التكتونية المختلة بفعل الزلزال الرئيسي. ورغم أن قوة هذه الهزات تكون أقل، إلا أنها محسوسة في القرى القريبة من مركز الزلزال السابق، مما ينعش المخاوف ويعيد الذكريات الأليمة.
وأشار بعض المراقبين إلى أن تزامن هذه الهزات مع خسوف القمر نهاية الأسبوع يثير الجدل حول إمكانية وجود علاقة بين الظواهر الفلكية والأنشطة الزلزالية. غير أن الأبحاث العلمية لم تحسم في هذه الفرضية، حيث ما تزال الآراء متباينة بين التأكيد والنفي.
تفريغ تدريجي للطاقة ومخاوف نفسية
ويرى الخبراء أن تكرار هذه الهزات قد يكون مؤشرا إيجابيا، باعتباره تفريغا تدريجيا للطاقة المختزنة في باطن الأرض، مما يقلل من احتمالية وقوع زلازل قوية مفاجئة. غير أن التحدي الأكبر يبقى نفسيا، إذ يعيش السكان حالة من القلق الجماعي ويجدون صعوبة في التعايش مع اهتزازات متكررة تثير الهلع وتذكرهم بمآسي الماضي.

